الحرية هي أن تمارس ماهو مسموح لك بكل حرية .. مع يقينك أن للآخرين حرية أيضا فلا تعتدي على حرياتهم ..

الجمعة، 28 أغسطس 2009

كلنا معارضون.. بس!


كتب محمد الرويحل :
البلد الوحيد في العالم الذي لا يوجد به معارضة حقيقية هو الكويت، وكل ما نسمعه عن المعارضة فقط هو في الندوات الانتخابية والتصريحات الإعلامية، فلا يوجد مرشح واحد على الأقل لا يتهم الحكومة بالتقصير أو التنفيع أو الفشل الذريع في حل مشاكل الوطن والمواطنين، فالصحة تعبانة والتربية غير منضبطة والتنمية معطلة والكهرباء مقطوعة والإسكان متوقف والبطالة محلك راوح والفساد منتشر و.. وإلى آخره..ويخيل إليك عندما تستمع لكل المرشحين لعضوية مجلس الأمة أو السياسيين بأنهم معارضة، بل تعتقد من خلال الندوات والتصريحات بأن الشعب الكويتي عن بكرة أبيه معارض للحكومة وسياستها، ولكن ما ان تخرج لنا نتائج الصناديق ويقسم نواب الأمة الناجحون القسم الدستوري الا وتسمع وترى العجب العجاب، حيث تتبخر المعارضة وتذهب أدراج الندوات وتنتهي فور إعلان النتائج للانتخابات فتجد نفسك في حيرة من أمرك أين ذهب جحافل المعارضين وكيف اختفوا من الساحة بلمحة بصر وأصبحوا مولاة؟يعني بالعربي المشبرح نحن شعب كلنا معارضة بس بالكلام والهذره، في الندوات فقط لا غير على ان معارضتنا لا تتجاوز الخيمة الانتخابية أو ديوانيات الناخبين، أما ان نترجم أقوالنا أفعالا فهذا لن نجده في بلدنا الحبيب خاصة بعد التحرير من براثن الغزو العراقي الغاشم، حيث ما قبل ذلك كان نواب أبناء الخارج (مصطلح حديث) يحملون هموم أبناء الخارج ويشكلون الحصن المتين للدستور والقانون وكان أبناء الداخل(مصطاح حديث) يتتلمذون على أيديهم ويتعلمون منهم حتى انقلبت الأمور وحمل راية الدستور والحفاظ عليه وعلى المال العام نواب الخارج (والله أكتبها وأنا أتألم، أقصد المصطلح) بينما بعض نواب الداخل انشغلوا بالفرز الاجتماعي والطبقي والغيرة السياسية حتى دخلوا بعباءة الحكومة دون ان يعوا تاريخ أسلافهم..حديثي ليس للتعميم فلا شك ان هناك رموزا وطنية لم تتغير أو تتبدل أو تتأثر بالظروف الحالية كالعم أحمد السعدون ووليد الطبطبائي وفيصل المسلم وحسن جوهر من النواب الحاليين في (الداخل) الذين لايزالون يسلكون خط المعارضة الوطنية الحقيقي والمخلص للوطن دون أي اعتبار طائفي أو فئوي أو قبلي وفي المقابل هناك نواب كدميثير والخرينج وعسكر وغيرهم من نواب «الخارج» لا يمكن أن يقفوا ضد الحكومة حتى وان انتقدوها في ندواتهم وتصريحاتهم..وهناك نواب متقلبون حسب أهوائهم ومصالحهم فتارة تجدهم مع الحكومة وأخرى مع الخيل يا شقرا، تتحكم بهم قواعدهم الانتخابية ومصالحهم الشخصية فلا يمكن الاعتماد عليهم لعدم مصداقيتهم..إذن وبعد أكثر من أربعين عاماً مرت على الممارسة الديموقراطية في الكويت نجد ان بلدنا الوحيد الذي لم تتشكل به معارضة حقيقية كبقية البلدان الديموقراطية، بل البلد الوحيد الذي برلمانه يكرس مبدأ الفرز الاجتماعي والطبقي والطائفي والقبلي من خلال ممارسات غالبية نوابه، لذلك فإن العمل السياسي ينذر بكارثة حقيقية إذا ما استمر الوضع الحالي وترك من قبل القوى السياسية والوطنية التي ضحت من أجل الدستور ودولة القانون.