الحرية هي أن تمارس ماهو مسموح لك بكل حرية .. مع يقينك أن للآخرين حرية أيضا فلا تعتدي على حرياتهم ..

الجمعة، 23 يوليو 2010

إلى متى هذا العبث؟

لست مهتما ولا متابعا ولا حريصا على ما تطرحه قناة السور ولا شقيقاتها من القنوات المثيرة للجدل ولكني ابتليت كبقية من يحمل تلك اللاءات الثلاث بقوم لا هم لهم سوى متابعة تلك القنوات التي غالبيتهم ينعتونها بأبشع الصفات ومع ذلك فجلهم يحرص على نقل كل ما تقدمه تلك الفضائيات من اثارة ومن سفاسف الأمور ليصبحوا حديث الساعة وأمر مفروض على الساحة.

ولان تلك الفضائيات استطاعت بجدارة استقطاب الجمهور الكويتي المتذوق لطرحها والمتعطش لمشاهدة برامجها خاصة حين يكون ضيوفها من المثيرين للجدل، فان الأمر أصبح في غاية الخطورة ولعل تلك الخطوة تكمن فيما يعرض على شاشاتها من معلومات ومستندات وكيفية الحصول عليها.

نعلم بان تلك الفضائيات تحمل أجندة وهدفا بات مكشوفا وهو اشغال الرأي العام بما تطرحه خاصة في القضايا التي تمس الوحدة الوطنية كونها من أخطر الأمور ولا يمكن السماح لكائن من كان العبث بها أو استغلالها لتصفية الحسابات الشخصية الا ان الامر مختلف تمام في الكويت فلا حكومتنا استطاعت ايقاف هذا العبث ولا نوابنا ولا حتى الجماهير التي خرجت أكثر من مرة للتعبير عن سخطها ورفضها لهذا الطرح.

الغريب ان تصفية الحسابات الشخصية على شاشات تلك الفضائيات يكون في غالبيته ادانة للحكومة واساءة لها فقضية كقضية الجنسية لا يملك كائن من كان منحها سوى الحكومة لذلك هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن منحها لذلك لا يمكن ادانة أو محاسبة أحد سعى في التوسط للنيلها والاغرب ان ما يمتلكونه بعض ضيوف تلك الشاشات من مستندات ان صدقوا.

عليهم التوجه بها إلى القضاء ان كانوا حريصين على المصلحة العامة وليسوا بمدفوعين لتصفية حسابات شخصية باتت مكشوفة للجميع.

يجب ان نرعى الله في وطننا فما يثار اليوم بوسائل الإعلام ما هو الا عبث يضر بمصلحة الكويت ويفرق بين ابنائها واستمراره خطر لا يمكن السيطرة عليه لذا اتمنى ممن يقرأ هذه السطور من المسؤولين وأصحاب القرار ان يبادروا لوقف هذا العبث حتى لا تنفلت الأمور فلا يحمد عقباها.



الجمعة، 16 يوليو 2010

لي وطن آليت ألا أبيعه

في أي دولة في العالم لا يمكن ان تسمع او تشاهد او تقرأ عن شيء ما يمكن له أن يمس الوحدة الوطنية أو يفرق بين ابناء الشعب الواحد ومن يفعل، فاما ان السلطة له بالمرصاد فتوقف هذا العبث، واما سيتدخل الحكماء والعقلاء والكبار لردعه، والا فان الكارثة قادمة لا محالة، ولنا في بعض التجارب القريبة منا خير شاهد وبرهان.

في الكويت، بلد الحرية والسلام والتآلف والتراحم لم يكن في يوم من الايام لمشروع تمزيق الوحدة الوطنية مكان او هدف لكائن من كان، بل من يعرف الكويت يعرف عنها انها الجامعة بين كل مكوناتها من حضر وبدو ومن سنة وشيعة، لا أحد منهم يتفاخر بعائلته او قبيلته او طائفته، بل كان الفخر الوحيد لهذا الشعب هو انتماؤه للكويت، فكانت الكلمة المشهورة لدى الكل هي «أنا كويتي».

اليوم، لم يعد لهذه الكلمة مكان او على الاقل حلت محلها كلمات اخرى، كأن يقال من العائلة الفلانية او القبيلة الفلانية او الطائفة الفلانية، واصبح البعض يتفاخر بتلك التصنيفات البشعة، التي ان استمرت فسيخرج لنا جيل لا يعرف قيمة الوطن ولا يفهم معنى الولاء له.

من يعبث عبر وسائل الاعلام بضرب الوحدة الوطنية يحب الا يصل الى هدفه، وعلينا جميعا ان نعريه ونكشف نواياه وان نصرخ في وجهه ووجه من يقف خلفه من أصحاب المصالح الخاصة، ونقول له «لي وطن آليت ألا أبيعه»، ولن نسمح لك ببيعه او تدميره فأنت ومرتزقتك تريدون بيعه، ونحن سنشتريه بدمائنا وبكل ما نملك. فالكويت ليست شركة مقفلة تخص فئة من دون اخرى ودماء الحضر والبدو والسنة والشيعة امتزجت بترابها الغالي وهم يرددون كلمتهم الشهيرة «انا كويتي انا»، فلا تعبث أيها الجاهل بنسيجنا الاجتماعي ولا تحاول ضرب وحدتنا الوطنية، فان كانت لك خصومة او «لمعازيبك» مع أحد فلا تجعلوا وحدتنا مسرحا لمعارككم، ولا تدخلوا مكوناتنا في حروبكم. فاحذروا من العبث في هذا الامر وعودوا الى رشدكم، فالكويت اهم منكم ومن كل شيء، وسنقول لكم بــ «الفم المليان»: «ولي كويت آليت ألا أبيعها وبأي ثمن، بل سنفديها بدمائنا واولادنا واموالنا».

محمد الرويحل

الجمعة، 9 يوليو 2010

شعب الأثارة!!

يقال أن الانكليز يستهوون المشي تحت الشمس الساطعة بينما الأميركيون يحبون النزهة في الحدائق والأماكن العامة واليابانيون يستمتعون بالعمل بينما نحن في الكويت نبحث عن الإثارة والرغي في الدواوين في كل شاردة وواردة.

غالبية وقتنا هو الحديث عن الاشياء المثيرة للجدل وغير المفيدة حتى أن غالبية وسائل الاعلام تفهمت ما يمكن ان تقدمه لنا لنلتهي به أياما عديدة في جدل ونقاش عقيم لايغني ولايسمن من جوع ويبعدنا عن قضايانا وهمومنا الاساسية.

ومع تراكم هذا السلوك بفعل قانون الزمن ونتيجة فهم طبيعة ما يمكن ان يثير الجمهور ويتلاءم مع ذوقه العام أصبح الكل يتعاطى مع هذا الواقع بطريقة«الأكشن» الأمر الذي اعتقد بأنه سبب مهم في كل ما نمر به من احتقان وتأزيم وفساد ولنا في ذلك امثلة عديدة فنائب يشتم نائبا وكاتب يستغل زاويته لشتم خصوم معازيبه وقناة تتفنن بمذيعين أقل ما يقال عنهم انهم كمبارس يمثلون ادوارا في الشتم والقذف وهكذا نجد أن الحديث يتسع وينتقل من مكان لآخر عن هذه الشتيمة وتلك المسبة حيث بعض الصحف تجد لها مانشيتات لمثل هذه السفاهات في صدر صفحاتها الأولى.

اصبح مجتمعنا بسبب هذا السلوك يبحث عن كل ماهو بذيء وسيئ بل لايبالي بقضاياه وهمومه اليومية وأصبح لايكترث بمراقبة نوابه وما يقدمونه من مشاريع وقوانين ولا يقرأ لكاتب يطرح قضايا مهمة كالتنمية أو الفساد المنتشر ولايهتم بما تبثه بعض وسائل الاعلام المحترمة من قضايا حوارية حول مجمل القضايا المحلية أو حتى الاقليمية وكل هذا يمكن ان نتجاوزه على اعتبار ان الشعب الكويتي اتكالي يعتمد دائما على غيره في العمل لصالحه، إلا أن الكارثة تكمن في تبنيه لهذا السلوك وملاحقته لسفاسف الأمور كالتي ذكرناها فيكون همه في البحث عنها والحديث المتواصل بها وكأننا فعلا كما قال عنا احد الاخوة العرب«ياعمي انتوا عم تخلقوا لانفسكم مشاكل» فمتى نتفهم سوء هذا السلوك الغريب ونركنه بل نركله ولانعيره أي اهتمام.

الجمعة، 2 يوليو 2010

قوم مكاري !!!

يقول المفكر الدكتور عبدالله النفيسي في ندوته الأخيرة في ديوان المعطش " غسلت ايدي من هذا الشعب وماله داعي اشتغل له " وهنا تكونت لدي قناعة بان الاحباط قد بلغ ما بلغ من أرادة النفيسي وجعله يتخلى عن قناعاته ومسيرته التي بدأها ، ولعل هناك عدد لا باس به من الرموز الوطنية والسياسية التي لها بصماتها في العمل الوطني قد تحمل نفس ما يحمله النفيسي من أحباط وعدم ثقة في الشعب الكويتي ..

ما يثيرني ويجعلني كغيري أتساءل هل العمل الوطني مرتبط فقط بالناس الذي اعتقد انهم ايضا محبطون وقليلي الحيلة أمام ما يحدث لهم من نكسات متوالية من حكومتهم وبرلمانهم واعلامهم خاصة في ضل ابتعاد الرموز الوطنية امثال النفيسي وغيره عن العمل الوطني ؟؟

كما يراودني كغيري سؤال آخر هل العمل الوطني مقترن بالناس فقط أم انه عمل يجب ان يكون في مصلحة الوطن والدستور والقانون ، فاذا سلمنا جدلاً بان العمل الوطني مقترن للشعب فهذا سوف يعطي ذريعة لنصب المشانق من قبل اعداء الديمقراطية والمفسدين ليصفون ذلك العمل بالشعبوي وبالمصلحة الانتخابية على حساب الوطن كما هو حاصل اليوم ..

قد اتفق مع الدكتور عبدالله النفيسي باننا شعب اتكالي نريد كل شيء دون أن نعمل شيء ولكننا لسنا بقوم مكاري ولن نكون كذلك والدليل على ذلك الحراك الشعبي المستمر في كثير من القضايا من اهمها قضية الحريات .

وقد تكون انت شخصيا غير مقتنع بما وصفتنا به خاصة انك قلت بان الشعب قد فقد الثقة بالحكومة وبالبرلمان وبرجل الدين وطالبت بضغط شعبي محذراً ان استمرينا على هذا الحال فالمزيد من قوافل المعتقلين وتأزم الاحوال الى الاسوء وهو دليل على بارقة امل في داخلك بهذا الشعب ، والشعب الكويتي شعب يتكلم ويتحرك وله في ذلك سجل حافل ولعل هذا ما جعلك تخرج الى الساحة في الآونة الأخيرة ، ولكن علينا ان نتفهم بان الشعب محبط وتربى على الاتكالية بسبب ما يتعرض له من انتكاسات على اكثر من صعيد لعل ابتعادك وكثير من الناشطين السياسيين عن ساحة العمل الوطني هو من أهم تلك الاسباب ..

اتمنى من كل قلبي من الدكتور عبدالله النفيسي وكل من غاب عن الساحة السياسية والعمل الوطني بحجة " ان الشعب ما يستاهل " أن يعودوا الى العمل الجاد والدؤوب على الساحة السياسية ليس فقط من أجل الشعب بل من أجل اعادة التوازن المطلوب والاهم من ذلك من أجل الكويت التي اعتقد بان اي عمل نقوم به هو من أجلها ، فلا تتذرعوا بالشعب المغلوب على أمره ان كنتم انتم قد احبطتم وتركتم الشعب يتخبط في ضل تخبطات حكومته وبرلمانه ..


نقطة آخر السطر :
الحوار الوطني الذي دعى اليه الكاتب محمد الجاسم وانت مؤيد له واعتقد ان الكثير من الناشطين يؤيدونه لا يمكن ان يقوم به شعب باكمله او يشرف عليه لذلك اعتقد ان العمل وتنظيمه هو من واجبات الناشطين ولحاجتنا لمثل هذه الاعمال عليكم انتم تقع المسئولية لا على عامة الشعب ..

أخيراً :
نبارك للكاتب والمحامي محمد الجاسم ولاسرته وكل محبيه أمر الافراج عنه ..


محمد الرويحل





مكامن الحرية !!

"إن مكامن الحرية هي: ضمائر حية وقلوب زكية وعقول ذكية، فإن خمدت روحها في مكامنها، فلا دساتير تنفع ولا قوانين تردع، ولا محاكم تمنع من أن يحل محلها القهر والقسر والاستبداد والحجر، فينكمش الصدق وترتفع هامات الكذب وتتوارى الشجاعة ويسود الجبن وينزوي الوفاء فتنشط الخيانة، ويُنَكِّس العدل رأسه، ويعمّ الظلم، وتتعالى صيحات النفاق، وتغني شياطينه على أنغام الطبقية والمحظوظية والمحسوبية قصائد المدح الوثني الذي يَمتهِن آدمية الإنسان، ويُزري بالمادح والممدوح، ويتغذى على هذه الثمار الخبيثة أبالسةُ النفاق وسادة المشعوذين المسبحين قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم آناء الليل وأطراف النهار بذكاء المستبد ونفاذ بصيرة، فيقع المجتمع كله في عثرة قاتلة مهلكة تودي به إلى قعر التدني وقاع الهبوط، وتدفع به إلى أسفل سافلين"


"عثمان عبدالملك الصالح"