الحرية هي أن تمارس ماهو مسموح لك بكل حرية .. مع يقينك أن للآخرين حرية أيضا فلا تعتدي على حرياتهم ..

السبت، 28 مارس 2009

شهـر التـسول


شهـر التـسول
لا أقصد ظاهرة التسول التي عادة ما تنتشر في شهر رمضان المبارك، فما اقصده مختلف تماما عما نراه في هذا الشهر الفضيل، وان كان يتطابق معه في معنى كلمة تسول..و «التسول» كلمة تعني الاستجداء، وبلهجتنا تعني الطرارة، ولان هذه الظاهرة ليست بغريبة على المجتمع الذي تعود على فعل الخير ومساعدة المحتاجين، الا ان الغريب هنا هو ان المتسولين او الطراروة في هذا الشهر يختلفون تماما عن الطراروة المعروفين لدى الجميع..طراروتنا في هذا الشهر ليسوا بحاجة للمال، او سد احتياجاتهم من المأكل والملبس، فهم ينفقون بهذا الشهر ما يكفي قارة افريقيا وفقرائها لمدة عام كامل من مأكل وملبس..طراروة هذا الشهر ذربين وكشخة ويحلقون باليوم خمس مرات ويترززون على الفضائيات ووسائل الاعلام، يعني بالعربي المشرمح طراروة هالشهر ما يبون لا فلوس ولا اكل ولا دشاديش..اللي يبونه طرارواتنا الحلوين هو اصوات الناخبين، فزياراتهم لدواوين الكويت ليست لله ولا لمعرفة اصحابها، بل ليتسولون هالصوت الذي قد يوصلهم الى الكرسي الاخضر، فيكثرون من الوعود، وكأنهم الآمر الناهي في البلد، فيقسمون باغلظ الأيمان بانهم سوف يفعلون كل ما يتمناه الناخب، حتى يتخيل الناخب بانه عثر على المصباح ليخرج له هذا المرشح «المارد» ويحقق له كل ما يريده..والمؤسف اننا نصدق تلك الوعود رغم اننا قد جربنا الكثير منها، وما ان وصلوا الى قبة البرلمان حتى اصبحنا نحن المتسولين من دون ان نحصل على ما نريد او حتى يتحقق لنا شيء من تلك الوعود..فجون ماكين وباراك اوباما لم يزعجا الاميركان بالتسول امام دواوينهم ولا منازلهم ليحصلوا على اصوات الناخبين الاميركان، ولم يزعجا قبائلهم وعوائلهم وابناء فرجانهم بنصاص الليالي ويحذفون العقل وطلبتك لا تخليني، كل اللي يسوونه مناظرات وندوات ويلي بدو يجي ويقتنع بطرحهم اهلا وسهلا ويلي ما بدووه براحتووه.. مصيبتنا كناخبين اننا لا نعي معنى الممارسة الديموقراطية، فالطابع القبلي والفئوي والطائفي يغلب علينا في اختياراتنا لمن يمثلنا في اهم مؤسسة من مؤسسات الدولة، والتي تمس حياتنا وحياة اجيالنا ومستقبل بلدنا الا وهي السلطة التشريعية، فلا يهمنا من هم مشهود لهم بالنزاهة والاستقامة ومن يحترم القوانين، ولا نلتفت لمن يحمل برنامجاً انتخابياً ذا اجندة واضحة تهتم بمصلحة البلاد والعباد، ولا نفكر بمن يتسم بالقوة في الحق والامانة، ولا نريد من يحارب سراق المال العام وحماة الدستور، كل ما يهمنا هو ابن القبيلة او العائلة او الطائفة حتى ولو كان يمثل علينا..هذه المرة علينا كناخبين ان نعي جيدا عملية الاختيار لمن يمثلنا في المرحلة المقبلة، فالبلاد بحاجة لرجال دولة ونواب امة يقدرون مسؤولياتهم، ويفهمون معنى ما يقسمون عليه ويعلمون بان هناك ناخباً واعياً سوف يراقب اداءهم ومن ثم يحاسبهم، فالوطن للجميع وعلينا ان ننهض به من خلال حسن اختيارنا والا فسوف نكون نحن المسؤولين ونحن من يتحمل نتائج اختيارنا..
محمد الرويّحل
القبس/العدد 12868 - تاريخ النشر 27/03/2009

الجمعة، 13 مارس 2009

ورقة الـنـسـف

اعتراف رئيس اللجنة المالية النائب عبدالواحد العوضي بكتابته لتلك الورقة التي نشرت في {القبس} وتحمله تبعاتها واعلانه عدم حضور اجتماعات اللجنة الخاصة بقانون الاستقرار المالي لا يكفي، وعليه ان يستقيل من اللجنة المالية برمتها بعد ان ثبت وبالدليل القاطع وباعترافه انه كان منحازا للحكومة وقانونها ضد زملائه النواب وتعديلاتهم وخاصة نواب التكتل الشعبي.العوضي حاول جاهدا تسويق هذا المشروع عبر وسائل الاعلام المختلفة بل وتبنى وجهة نظر الحكومة ودافع عنها في ظل الاكتفاء الحكومي بدور العوضي في اظهار سلامة هذا القانون الذي يراه كثير من نواب المجلس بأنه حنفية لضخ الاموال العامة لمجموعة من المتنفذين لانقاذ شركاتهم من الخسائر والافلاس، وهذا ما يخالف واجبات العوضي واللجنة المالية التي يجب ان تكون محايدة وتبدي رأيها فنيا على اي قانون يعرض عليها لدراسته، ومن ثم عرضه على مجلس الامة.الشجاعة التي يعتقد العوضي انها تكمن في اعلان انسحابه من اجتماعات اللجنة الخاصة بمشروع الاستقرار المالي لا تكفي ولا تبرئ ساحته السياسية، وفي اعتقادي ان عليه الاستقالة من اللجنة المالية، خاصة ان اعلانه هذا بمنزلة اعترافه بالخطأ الذي ارتكبه في حق زملائه الذين منحوه الثقة في تمثيلهم بهذه اللجنة، ومن ثم فإن ما قام به العوضي ليس بالامر الهين لتكون نتيجته فقط عدم حضور جلسات هذا القانون فقط.الخطأ الذي وقع به العوضي يجب ان يقابله اجراء بحجمه وهو استقالته من اللجنة المالية، وليس بإجراء اقل ما يمكن ان يقال عنه بأنه مؤقت او مخدر مؤقت لهذا الموقف، وبالتالي فإنك يا بوزيد كنك ما غزيت.
جريدة القبس في 13/3/2009

الأحد، 8 مارس 2009

عنوان المناظرة : قضية البدون


ضيوف المناظرة : د. فارس الوقيان الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية والناشط في مجال حقوق الأنسان ، وخليفه الخرافي عضو المجلس البلدي ، وكانت تلك المناظرة على شاشة تلفزيون الوطن الفضائية يوم السبت الماضي ولأهمية المناظرة تابعها الكثير من المواطنين للاستماع لوجهتي النظر الذي يمثلها طرفا المناظرة حول تلك القضية المؤرقة والمعقدة من زمن بعيد .
لقد فرحنا وحزنا من نتائج تلك المناظرة الذي خرجت لنا بوجهين الأول وهو الطرف المتسامح والمدافع عن حقوق الأنسان وكرامته والداعم للقانون ومؤسسات الدولة والحريص على مستقبل بلده ووحدته الوطنية وهو ما تمثل بطرح الدكتور فارس الوقيان والذي يمثل التيار المعتدل والعقلاني في مثل هذه القضايا ، أما الطرف الثاني فهو الطرف المتطرف والمتشدد والمتعنصر والذي لايكترث الا لمن يعتقد بأنهم أصحاب الدار من وجهة نظره معتبراً أن البقية الباقية هم خارج دائرة الخمسة كيلو الذي تمثل الكويت برايه وهو ما فهم من وجهة نظر الاخ خليفة الخرافي .
بعد تلك المناظرة تأكد للمتابع بأن القضية ذات ابعاد أكبر منها أن تكون قضية عديمي الجنسية ( البدون ) لتمس الكويتيين من هم خارج دائرة الخمسة كيلو التي يعتبرها الخرافي هي الكويت الحقيقية ، فبعد تصريح الوزير السابق الدكتور عبدالرحمن العوضي الأخير ( بأن الذي جنسناهم قبل اربعين عاماً هم من غزو مجلس الأمة ) يأتي الخرافي ليصغر الدائرة ويضيقها على مقاس الفريج الذي كان يسكنه من قبل .
ظهور هذا التيار المتطرف عنصرياً والذي بدأت أصواته تخرج علناً لايمثل غالبية من ينتمون اليه عناصر هذا التيار فما عرف عن الشعب الكويتي منذ القدم هو التآلف والتراحم فيما بينهم وجبلوا على محبة حكامهم وبلدهم وفيما بينهم فلا يفرقون بين سكان الداخل ولا الخارج ولا بين ابناء الحاضرة او أبناء البادية على أعتبار أن الكويت بلد الجميع يحكمهم دستور واحد لا يفرق بينهم في الحقوق والواجبات ، ولأن الأمر كذلك فلا بد من الوقفة الجادة ضد تنامي هذا التيار المتطرف الذي يعتبر الكويت شركة مقفله لفئة محدودة تعتبر نفسها الدولة والحكومة والاقتصاد والمال العام وغيرها من المميزات التي تميز أعضاء مجلس الأدارة لهذه الشركة وبالتالي فأن بقية الشعب ما هم الا عمال يتقاضون رواتبهم مقابل ما يقومون به من عمل ولا يحق لهم المساهمة في اي اقتراح أو راي يرون أنه في صالح الشركة .
يجب أن لا يجرنا هذا التيار الى مآربه وأهوائه التي تتمثل في مصلحته الشخصية والعنصرية وعلينا أن نعي لتصريحات هذا التيار الذي بدأ يشعر بهاجس الخوف ممن يرى أنهم خارج دائرته أو ممن يضن بأنه تفضل عليهم بحق المواطنه متناسياً كل ماقدموه أبناء هذه الامه لوطنهم من تضحيات عجز هو وتياره تقديمها للوطن .