أريكاتو
إلى أين أنتم ذاهبون؟
أن التعبير عن الاستياء الذي أبداه مؤخراً سمو أمير البلاد هو أبلغ رد على مثيري الفتن والنزعات الطائفية البغيضة التي تشهدها الساحة السياسية في إطار الحملات الانتخابية والاعلامية والتي تمثل مساساً بأمن البلاد واستقرارها واساءة للوحدة الوطنية وتجاوزا صارخا للثوابت الوطنية وانتهاكاً للقانون والدستور.
ما نتمتع به من ديمقراطية وحرية لايعني أن نسيء لأنفسنا ولمجتمعنا، فنصور للآخرين بأن الديمقراطية بالنسبة لنا هي الطائفية والقبلية، وأن الحرية نفهمها بأنها التطاول بالسب والقذف على الآخرين.
لقد أصبح البعض منا يرى الكويت على أنها عائلته أو قبيلته أو طائفته دون أن يعي مايثيره من حديث شأنه أثارت الفتنة وضرب للوحدة الوطنية، بل حتى بعض الصحف والفضائيات اصبحت تدير هذه الأمور وتثيرها بطريقة سافرة بل وتشرف على الاعداد لمثل هذه البرامج السيئة.
أن حقيقة ما تشهده الساحة السياسية والاعلامية هو بمثابة تدن في لغة الحوار والخطاب وظاهرة سيئة ودخيلة على مجتمع عُرف عنه التلاحم والتراحم والاحترام فيما بين افراده واساءة بليغة للدولة ومؤسساتها، فلم نعد نعرف إلى أين أنتم ذاهبون بنا يامن تسيؤون لنا بإسم الديمقراطية والحرية ويامن تركتم قضايانا وهمومنا لتشغلونا بفتنكم وتغرقتكم لنا ويامن تركتم مصلحة الكويت لتبحثوا عن مصلحة الطائفة والقبيلة فجعلتمونا شيعاً وفرقاً... عودوا إلى رشدكم لتعرفوا إلى أين أنتم ذاهبون؟
كتب محمد الرويحل