لفت انتباهي دعوة النائب يوسف زلزلة لزملائه الى محاسبة ومعاقبة كل موظف يقوم بتقديم معلومات او مستندات حكومية لهم، واصفا من يقوم بذلك بالخائن، وكأن هذا الموظف قد قدم تلك المعلومات لدولة معادية.الغريب ان من يطالب بهذا الامر هو نائب يمثل الامة، وكأنه لا يريد من ناخبيه او اي مواطن ان يقدم له او لغيره من النواب اي معلومات عن فساد في اي وزارة من وزارات الدولة، او حتى مخالفات ويريد من المواطنين عدم كشف عمليات الفساد او التنفيع في وزاراتهم، الامر الذي اراه بانه محبط ومتناقض لأبسط معاني الوطنية.فمن يكتشف ان هناك فسادا وعمليات تنفيع مخالفة للدستور والقوانين عليه ان يتصدى لها بكل الوسائل، واحدى هذه الوسائل هي ابلاغ نواب الامة بها ليمارسوا دورهم الرقابي وصد تلك المخالفات، الا اذا النائب الفاضل يرى ان نواب الامة ليسوا على قدر من المسؤولية وما اقسموا عليه، فهذا امر آخر.الغريب ان النواب المعارضين للاستجواب لم يقدموا شيئا للوزير وذهبوا الى امور غريبة وعجيبة بعيدة كل البعد عن محاور الاستجواب باستثناء محور الكاميرات الذي وجدوا فيه ضالتهم، هذا ولوحظ ان المعارضين استطاعوا تحوير الاستجواب الى استجواب قبلي لمجرد ان من ايّده كان على خلاف مع الوزير بشأن قانون الفرعيات وتطبيقه متناسين المحور الاول الذي يعتبر من اهم واقوى المحاور، بل حتى بقية المحاور لا علاقة لها بأي توجه قبلي او خصومة شخصية، الامر الذي انتصر فيه الفرز السياسي والاجتماعي، ومن يقرأ مقالة النائب الفاضل د. حسن جوهر «استجوابات الحضر والبدو» في جريدة الجريدة فسيجد ان هناك من يؤجج القبلية والطائفية والفئوية من نواب الامة، فينتابنا الخوف على الكويت واهلها، ولكن من يتابع الرمز احمد السعدون ومواقفه الوطنية فسيجد ان الكويت لا تزال بخير، وفي ظل وجود امثال وامثال حسن جوهر وغيرهم من الشرفاء الذين لا يمكن للقبيلة او الطائفة او العائلة ان تؤثر على مواقفهم او تغير مبادئهم تجاه بلدهم والحفاظ عليه، لذلك نقول للغالية «يا كويت لك من يحبك».
محمد الرويحل
في 3/7/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق