اتضح لي أن سياسة الانبطاح ليست اكتشافا جديدا ولا هي سياسة مستوردة أو حتى ظاهرة غريبة ، كما أنها ليست وكالة حصرية للنائب مسلم البراك ، بل اكتشفت أنها موجودة منذ القدم ومنتشرة في كل مكان خاصة في الوطن العربي ولأننا جزء من هذا الوطن فلابد من تميزنا بهذه السياسة الانبطاحية حتى وان لم نظهر ذلك بشكل واضح لأننا لو أظهرنا عكس ذلك فثم شفاء قد تحقق لنا وقد يعتبرنا الآخرون بأننا مؤزمون وشخصانيون ومن ثم سيجد البعض العذر لمهاجمتنا على اعتبار أننا خرجنا عن قاعدة الانبطاح ..
سألت أحد فطاحلة اللغة العربية عن معنى الانبطاح فاستغرب من سؤالي وأجابني هل أنت من العرب الاقحاح فقلت له نعم ورب الكعبة عربي أنا ، فقال لي عجيب ولاتعرف معنى الانبطاح الانبطاح هو على وزن الانشكاح وهذا يعني أن تكون عضوا غير فاعل بمجتمعك تتأثر بكل حدث ولا تؤثر بأي حدث يعني تتبربر بالبرورة وتتمدد بالحرورة على قولت الزمخشري ..
والانبطاح ايها العربي القح والكلام للفطحل له أمثلة كثيرة فمثلا أن تكون نائباً عن الامة ورقيباً على الحكومة وتؤجر يدك لها في كل شيء فأنت نائب انبطاحي تتأثر بأوامرها ولاتؤثر في قراراتها أو أن تكون وزيراً بمجلس الوزراء ولاتقدم أو تؤخر شيئا وتكتفي بتلقي الاوامر دون أن تكون لك وجهة نظر فيما يطرح فأنت أيضاً وزير انبطاحي أو أن تكون كاتباً مشهوراً تكتب فقط ما تتلقاه من أوامر من معازيبك دون أن تعبر عن وجهة نظرك بزاويتك فأنت كاتب انبطاحي أو أن تكون مواطناً عادياً لا تبدي رأيك في حاضرك ومستقبلك وتقبل بأي حدث قد يؤثر عليك دون أن تعترض عليه وتسلم بالامر الواقع فأنت مواطن انبطاحي اذن الانبطاح سياسة عربية عربية علينا أن نعترف بها فلولاها لما استمر الظلم والقمع وانعدام الحريات حتى يومنا هذا ولولا الانبطاحيين لما تجرأت حكوماتنا لغض النظر عن كل هذا الفساد الذي نعاني منه لذلك وقبل أن نلوم حكوماتنا علينا أن نجد علاجاً للانبطاحيين ومن ثم سنجد الحكومات مجبرة للتأقلم مع مطالبنا وحقوقنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق