الحرية هي أن تمارس ماهو مسموح لك بكل حرية .. مع يقينك أن للآخرين حرية أيضا فلا تعتدي على حرياتهم ..

الجمعة، 26 يونيو 2009

الى متى هذا العبث !

يقول الله تعالى في محكم التنزيل «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم».وقال الرسول «ص»ان ربكم واحد، وان اباكم واحد وكلكم لآدم وآدم من تراب، ان اكرمكم عند الله اتقاكم» وقوله «الناس سواسية كأسنان المشط»وقال امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه «الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق»وذكرت المادة 7 من الدستور «العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع، والتعاون والتراحم صلة وثقى بين المواطنين»والمادة 29 «الناس سواسية في الكرامة الانسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس او الاصل او اللغة أوالدين».بعد كل هذا لم افهم ماالذي يحدث في بلدي، حيث اصبح المواطن مجبرا على الانخراط في بوتقة الطائفة او القبيلة او العائلة فيما يخص الشأن العام ومصلحة البلاد العليا، والمجتمع الكويتي الذي انصهرت به كل انواع الطائفية والقبلية والفئوية قبل واثناء الغزو الغاشم نكاد نراه الآن يتمزق بسبب لجوء المواطن الى تلك الظواهر التي بدأت تتعالى وتظهر بشكل مخيف وخطير للغاية.الغريب ان تلك الظواهر لم تكن عفوية او ظهرت بالصدفة بل كان من ورائها من يثيرها ويجعل منها قضية لدغدغة مشاعر المنتمين اليها على اعتبارات ضيقة ومصالح شخصية، وللأسف ان ذلك يحدث امام مسمع ومرأى الحكومة ونواب الامة بل اعتقد انهما ساهما في تكريسها ونشرها دون ان يعوا مكامن خطورتها على الوحدة الوطنية وعلى مصلحة البلاد العليا، والمثير للدهشة ان وسائل الاعلام المحلية استغلت تلك الظواهر لتتكسب منها وتجعل لبرامجها مواد مثيرة للجدل يتبناها البعض ليحرك مشاعر المواطنين كل حسب انتمائه الطائفي او القبلي او العائلي او حتى المناطقي، فأصبحنا بدوا وحضرا وسنة وشيعة وعيال بطنها ومزدوجي الجنسية وهكذا كل يتغنى على مراده ضاربا بمصلحة البلاد عرض الحائط.انا شخصيا اعتب على نواب الامة الذي يفترض بأنهم يمثلون الامة بأكملها دون حصر تمثيلهم على طائفة او قبيلة او فئة الامر الذي اعتبره انتهاكا صارخا للدستور وللقانون وحتى للقيم والاخلاق الذي جبل عليها الشعب الكويتي خاصة عندما يتبنون قضايا تتمثل في تكريس تلك الظاهرة، كما ألوم الحكومة على صمتها عما يثار عبر وسائل الاعلام المختلفة في اثارة مثل هذه القضايا التي من شأنها تمزيق الوحدة الوطنية.واخيرا فالكويت للجميع وعلينا ان نحميها من تلك الظواهر خاصة في ظل ظروف اقليمية خطيرة لا نعلم الى اين سوف تنتهي بها الامور وأرى ان من واجبنا نبذ تلك الظواهر بل وعلى نواب الامة تشريع قوانين لتجريمها ومعاقبة كل من يستغلها او يثيرها، ونحن اذ نطلق هذه التحذيرات من هذا المنبر فذلك لقناعتنا بأن سبب ضعف وانقسام الكثير من الدول كان بسبب تلك العصبيات التي مزقت وحدتها فالفتنة نائمة لعن الله من ايقظها.
جريدة القبس في 26/6/2009

ليست هناك تعليقات: