هناك فرق شاسع مابين حرية الرأي والاعتداء على كرامة الاخرين وهناك فرق بين ابداء الرأي وبين ابداء الكراهية والفرز العنصري ولعل هذا ما وقع به الكثير من بعض الكتاب المدافعين عن قناة السور بقصد الحرية كونه حقا كفله الدستور وفقاً للمادة «36»
هنا كنت اتمنى ان من دافع عن تلك القناة بحجة حرية الرأي ان يقنع قراءه بمفهوم الحرية ومعانيها دون اطلاقها فضفاضة تتسع لكل ما من شأنه الاعتداء على كرامة الاخرين أو خرقاً واخلالاً لمبادئ الوحدة الوطنية وان سلمنا لهذا الحق فإن أي فئة أخرى من فئات المجتمع يمكن لها استخدام هذا المبدأ ان رسخ مفهومه بهذه الطريقة لتنشأ قناة فضائية وتقوم بالمساس بفئة أخرى ومهاجمتها بحجة حرية الرأي الذي يتبناه من يدافع عن تلك القناة وصاحبها ومن ثم سوف نبدأ بنشر ثقافة العنصرية والكراهية بين فئات المجتمع والتي حتماً ستنتهي إلى تمزيق الوحدة الوطنية وعدم استقرار الدولة.
اذن من يعتبر ان ماحصل من تلك القناة وصاحبها هو مجرد حرية تعبير عن الرأي يجب الدفاع عنه مهما اختلفنا معه فهو كمن يدعو كل العنصريين والطائفيين والقبليين لاتباع نفس هذا النهج ولذات الهدف بهذه الحجة، وبالتالي فإن علينا الدفاع عنهم وتشجيعهم بحجة حرية الرأي وهنا الخطر الذي علينا ان ننتبه له ونرفضه جملة وتفصيلا.
أخيراً
سأترك القراء مع هذين التعريفين ليتمعنوا ايهما الأقرب لما حدث ويحدث من خلال بعض القنوات الفضائية:
حرية الرأي تعني«التعبير عن الافكار والآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو العمل الفني من دون رقابة أو قيود حكومية بشرط ألا يمثل طريقة ومضمون الافكار أو الآراء مايمكن اعتباره خرقاً لقوانين واعراف الدولة. أما الخطاب العنصري فيعني كل خطاب يشمل سباً أو شتماً أو اخافة أو تحرشا لفظياً من شخص أو مجموعة نحو شخص أو مجموعة أخرى على اساس عرقي أو سياسي أو شخصي أو على اساس اللون أو بلد المنشأ.
محمد الرويحل في 8/1/2010م