تعودنا في هذا الشهر المبارك على قلب حياتنا رأسا على عقب بمعنى كل شيء تعودنا عليه خلال السنة ننسفه لحظة اعلان دخول شهر رمضان، ولنا في كل رمضان صرعات غريبة ومثيرة للجدل مع احتفاظنا بالقواعد الثابتة كالخمول والكسل والنوم والسهر والمسلسلات التافهة وغيرها من الثوابت الرمضانية.
من صرعات هذه السنة في رمضان تصريح وزير المالية بصرف الرواتب ثم تراجعه بسبب اوامر عليا ثم تراجع تراجعه ليصرح بأن القانون لا يسمح بصرف راتبين في شهر واحد ولانني والشعب الكويتي نعلم بأن الوزير كان وكيلا بالمالية الأمر الذي يجعلنا نتساءل كيف بوكيل اصبح وزيرا عن وزارة المالية لا يعرف ان القانون لا يسمح بصرف راتبين في شهر واحد فأتتنا الاجابة الشافية من أحد الحكماء قائلا بان هذه التصاريح لمعالي الوزير سجلت باسمه من ضمن صرعات رمضانية.
ومن صرعات رمضان لهذه السنة صرعة جديدة متعلقة بالتنمية فبعد فرحتنا باقرارها اتضح ان حكومتنا الرشيدة لم تدرج كيفية تمويل خطة التنمية فهناك من يريد الحكومة وعبر المال العام دعم وتمويل الشركات الخاصة لتخوض غمار التنمية وهناك من يرى ان الأمر منوط بالبنوك وطالما ان الخطة لا تزال غائبة حتى في كيفية تمويلها فادرجها احد الاقتصاديين ضمن صرعات رمضانية لهذا الشهر الفضيل.
وصرعة رمضانية اخرى جاءتنا عبر احدى الفضائيات حيث تعرض لنا يوميا مسلسل أو برنامجا أو مسخرة أو دعونا نسميها صرعة اعلامية جديدة حيث تتناول هذه الصرعة اساءة واضحة للديمقراطية الكويتية ولنواب الأمة المنتخبين من قبل الشعب الكويتي على اعتبار ان تلك الصرعة هي نقد هادف ومن الحريات التي يستوجب الدفاع عنها فسجلت تلك الصرعة باسم تلك الفضائية باسم صرعة الحريات في وزارة الإعلام الموقرة.
الصرعة الاخيرة والتي لا اتمنى التطرق لوكيلها وصاحب الملكية الفكرية باطلاقها هي اتهام شريحة من أهلنا الغاصة بالشذوذ الجنسي والتي مرت مرور الكرام دون ان يكون هناك ردة فعل من أي مواطن كان ذلك على المستوى الرسمي أو الشعبي لكون ما حدث هو مساس واضح لتراث وتاريخ الكويت واتهام صناع هذا التاريخ بهذا الوصف المشين لا شك بانها صرعة بل سقطة نستغرب الصمت حيالها، وقد يدرجها احد المؤرخين الجدد بانا صرعة رمضانية لا يُستحق الوقوف عندها، وكل صرعة وانتم بألف خير ومبارك عليكم الشهر.