لا تزعلون وين القرار!!
كتب محمد الرويحل
نحن المواطنين لا نملك سوى انتقاد الحال الذي نراه محيط بنا وببلدنا، فدولة كالكويت الحبيبة لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون بهذا المستوى المتأخر علمياً وعمرانياً واقتصادياً وغيرها من الأمور الأخرى.مع الحزن والأسى أن نرى بأن الكويت تدار بطريقة أصحاب الشركات أو الأقطاعيين، همهم الوحيد هو الإيراد والربحية دون النظر إلى كيان الدولة ومتطلباتها.ففي ضل الوفرة المالية التي أنعم الله بها علينا والميزانية الضخمة التي تجاوزت التسعة عشر مليارا نجد أن أغلب وزارات الدولة ومرافقها مستأجرة ولا تمتلك مباني خاصة بها، أضف إلى ذلك عاصمة الدولة مدينة الكويت التي من يراها وكأنه يرى حيا شعبيا راكدا لا حركة فيه، وإن ذهبنا إلى المستشفيات فبلدنا الحبيبة لم ينشأ بها مستشفى جديد منذ أكثر من 25 سنة، هذا وإن تحدثنا عن الإسكان فطوابير المنتظرين فاقت ما يصوره العقل في بلد تمتلك المليارات والمساحات الفضاء، أضف إلى ذلك عدم وجود مدن حدودية للدولة، بل حتى مساحتها الإجمالية لم يستغل منها سوى 10% فقط والباقي عبارة عن صحارى لتجميع الاتربة.حكومتنا الرشيدة تشيد مستشفى هناك وتبني جامعة خارج أسوار حدودها وتدعم الدول في الكهرباء والبنية التحتية بينما لا ينعم شعبها بخيراتها الوفيرة ولا تنفق على المتطلبات الأساسية لها كدولة غنية فشوارعها مزدحمة ومستشفياتها مترهلة ومبانيها مستأجرة وبنيتها التحتية اكل الدهر عليها وشرب، وأبناؤها عاطلون عن العمل والعاملون بها يئنون من الديون، وزراؤها يصرحون ونوابها يهددون وجميعهم يتنافسون للظهور بالصحافة دون أن نرى منهم بصيص أمل يجعلنا نتفاءل بمستقبل زاهر.نوابنا الأفاضل اصبحوا مكاتب لتخليص المعاملات لناخبيهم، والويل والثبور لمن يرفض لهم معاملة من الوزراء فمقصلة الاستجواب بانتظارهم، وأصبح همهم الناخب وطلباته دون النظر للمشكلات الحقيقية التي من شأنها أن تعيد للبلد الحياة والاستقرار.نسير على البركة دون خطة أو اقرار، والكل خائف أو يتحاشى الخطأ، فمتى نرى الخطة التنموية ومتى نسمع عن القرار.
جريدة عالم اليوم - الكويت العدد : 501 بتاريخ: 22/08/2008 © www.alamalyawm.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق