الحرية هي أن تمارس ماهو مسموح لك بكل حرية .. مع يقينك أن للآخرين حرية أيضا فلا تعتدي على حرياتهم ..

الثلاثاء، 13 يناير 2009


المال العام يعلم السرقة
كتب محمد الرويحل
يقال ان المال السايب يعلم السرقة وهنا في بلدنا يختلف الأمر، حيث ان المال العام هو من يعلم السرقة كونه مال سائبا لا رقابة عليه ولا محاسبة لمن يعبث به، أضف إلى ذلك حالة الفساد التي تعيشها البلاد والتي أصبحت علامة مسجلة خاصة لا نسمح لأحد بأن يتفوق علينا بها أو حتى يستغلها.فالأموال العامة أصبحت أموالاً سائبة لا أحد يبالي بها أو يكترث فسهل للعابثين والفاسدين وأصحاب النفوس الضعيفة ان يعبثوا بها ويتطاولوا على حرمتها.ولو ان تلك الأموال ملك لشخص لأقام الدنيا ولم يقعدها هذا اذا لم يصب بانهيار عصبي أو شلل كلي أو ربما انتقل إلى الدار الآخرة عندما يرى كل هذا العبث والتطاول على ماله وأمام عينيه كما يحدث للمال العام.ايضاً لو ان تلك الأموال تخص شخصاً بعينه لعظم مقدارها عنده ووجدته يحافظ عليها ويصونها، بل ويسعى بكل ما لديه لزيادتها وتنميتها ويحرص عليها كل الحرص حتى لا يمسها أحد أو قد ينفقها دون فائدة أو جدوى.هذا المال المسكين «المال العام» ورغم حرمته والزام الناس بحمايته حسب نص المادة «17» من الدستور نراه اليوم دون حرمة أو حماية أو حتى اكتراث من قبل المواطنين، بل أصبح مالاً سائباً لكل عابث وفاسد، كما اضحى العبث والتلاعب به ثقافة أو عادة كالتدخين أو حتى هواية كالرياضة، لدرجة ان من يعبث بالأموال العامة هذه الأيام يشار له بالبنان ويجد من يدافع عنه ويبرر له على اعتبار ان المثل الدارج لدينا هو «من صاده عشى عياله» أو المثل المصري الشهير «المال السايب يعلم السرقة» والذي تم تحريفه وتهذيبه من قبلنا إلى «المال العام يعلم السرقة»
.m_rwhl@yahoo.com
جريدة عالم اليوم - الكويت العدد : 552 بتاريخ: 24/10/2008 © www.alamalyawm.com

ليست هناك تعليقات: