الحرية هي أن تمارس ماهو مسموح لك بكل حرية .. مع يقينك أن للآخرين حرية أيضا فلا تعتدي على حرياتهم ..

الثلاثاء، 13 يناير 2009


المحافظون الجدد

في آخر صيحة من صيحات الكتل النيابية التي فاحت ريحتها وأخفقت في مشاريعها ونكثت بوعودها، خرجت لنا بمسمى جديد يدعى «كتلة المحافظين».
طبعاً لم يكن لهذه الكتلة التي صرح عن نشأتها بعض النواب أي مظهر للوجود لولا فشل الكتل التي ستنتمي لها، فالجميع يعرف حقيقية المنتمين لها وما قدموه خلال عضويتهم ولا يحتاج المتابع لتذكيره بمواقفهم فاعتقد انها مازالت عالقة بذهن الناخب الكويتي.
كتلة المحافظين وحسب ما صرح أحد أعضائها ستضمن كتلة المستقلين وكتلة الاسلاميين، والإعلان عن هذه الكتلة يهدف لاحتواء الآثار السلبية التي واجهت هذه الكتل بعد اخفاقها في قضايا عدة شعبية طرحت على الساحة، وبعد مواقفها السلبية من قضايا مصيرية تمس المال العام، الأمر الذي جعل البعض منهم يعتقد بأن انشاء كتلة جديدة وباسم جديد قد يغفر لهم ما فعلوه.
الحقيقية ان اختيار هذا الاسم «كتلة المحافظين» غير موفق فنعلم بان المحافظين في جميع بلدان العالم قد فشلوا فشلاً ذريعاً في السياسية والأداء الحكومي والبرلماني، ولعل محافظينا الجدد لم يقرؤوا التاريخ جيدا، بل نسوا أو تناسوا بأن بعضهم من أشد الأعداد للمحافظين في دول أخرى الأمر الذي نستغرب اختيارهم لهذا الاسم الجديد.
ثم اننا في بلد محافظ فهل يجوز لهم احتكار الاسم لهم وحدهم كما احتكروا الاسلام لهم وحدهم وكما احتكروا الوكالات التجارية، وكما احتكروا المشاريع المليارية لهم وحدهم وكما احتكروا المناصب القيادية لهم وحدهم، وكما نصبوا أنفسهم أولياء على الناس في حرياتهم وتصرفاتهم.
كلكم خمسون نائبا وكل واحد منكم يمثل الأمة بأسرها حسب الدستور فابتعدوا عن المسميات ذات النعرة الطائفية وسموا قوائمكم بأسماء دستورية وشعبية لأنكم في النهاية دستوريون وشعبيون.


محمد الرويحل
m_rwhl@yahoo.com
جريدة عالم اليوم - الكويت العدد : 546 بتاريخ: 17/10/2008 © www.alamalyawm.com

ليست هناك تعليقات: