الحرية هي أن تمارس ماهو مسموح لك بكل حرية .. مع يقينك أن للآخرين حرية أيضا فلا تعتدي على حرياتهم ..

الثلاثاء، 13 يناير 2009


«الدستور ياحماة الدستور»

بقلم: محمد الرويحل

ما أن حدد النائب أحمد المليفي موعداً لاستجوابه لسمو رئيس مجلس الوزراء الا والرعب والهلع أصابا زملاءه النواب بطريقة غير مسبوقة مألوفة بمجلس يفترض انه يمثل الأمة لايمثل الحكومة، وأخذوا على عاتقهم التصدي لهذه الأداة الدستورية بكل مايملكون من قوة خوفاً على مقاعدهم وهلعاً من حل قادم قد يعيدهم إلى صناديق الاقتراع التي قد لا ترحمهم بسبب ادائهم.
قد يتراجع المليفي عن استجوابه الذي تسبب في هلع النواب قبل هلع الحكومة، وهذا أمر متوقع، ولكن الأمر الخطير هو محاولات بعض النواب المرعوبين من هذا الاستجواب لتفريغ الدستور بإحالة الاستجواب إلى اللجنة التشريعية ومكمن الخطورة هنا انه حكم مسبق على استجواب لم يقدم بعد، ولم يطلع عليه النواب، وهو في محصلته تفريغ للدستور من قبل من أقسموا على حمايته والعمل بمواده، وهو يصنف في فئة التواطؤ المسبق ضد تفعيل اداة دستورية منحها المشرع لأعضاء السلطة التشريعية لمساءلة السلطة التنفيذية، وهذا الامر يعتبر عبثا وتلاعبا في مواد الدستور.
النواب المرعوبون من هذا الاستجواب يتنازلون عن حق من حقوقهم خوفاً من الحل وهلعاً من العودة إلى ناخبيهم حيث اثبتت الايام القليلة التي امضوها في المجلس بأنهم لم ينفذوا وعودهم ولم يلتزموا بتعهداتهم، الامر الذي ارتعبوا منه حين حدد زميلهم موعداً لتقديم استجوابه الذي قد يصل إلى حل البرلمان ومن ثم يبدأ استجوابهم من قبل ناخبيهم عما وعدوا به ولم ينفذوه.

اختلفنا واتفقنا مع المليفي حول استجوابه فهذا لايعني ان يتجه النواب المرعوبون إلى طرق تفريغ الدستور من مواده أو تعطيلها وعليهم ان يعوا خطورة ما قد يقدمون عليه فالاستجواب حق دستوري لكل منهم فلا تتلاعبوا ياحماة الدستور بدستور البلاد.


m- rwhl@yahoo.com
جريدة عالم اليوم - الكويت العدد : 564 بتاريخ: 07/11/2008 © www.alamalyawm.com

ليست هناك تعليقات: