مجلس كل منْ إيدو إلو!
كتب محمد الرويحل
رغم إيماننا المطلق بحق النائب في استخدام صلاحياته الدستورية ومنها الاستجواب، إلا اننا سئمنا سوء استغلال هذه الأداة المهمة لمجرد تحقيق بطولات مزيفة لا طائل منها سوى التأزيم وخلق الأزمات.فبعد تهديد النائب أحمد المليفي باستجواب سمو رئيس مجلس الوزراء وما نتج عنه من رضوخ حكومي فاضح، بدأ النواب استغلال ذلك ليخرجوا لنا بين اللحظة والأخرى مهددين باستجواب رئيس الحكومة.الغريب ان هذه التهديدات لم تكن من أجل المال العام وضياعه ولا من أجل برنامج الحكومة الذي ولد ميتاً ولا حتى من أجل الفساد المنتشر كالهشيم في النار، ولا من أجل التنمية الراكدة أو حتى من أجل الخلل في معظم وزارات الدولة كالتعليم والصحة والإسكان والرياضة وغيرها، الأمر الذي جعل المواطن يشعر بخيبة أمل من نوابه الذين جعلوا مصالحهم أهم من مصلحة البلاد والعباد.والغريب أيضاً ان البلد يمر بأزمات متلاصقة ومشاكل عالقة ومصابة بحالة شلل مزمن لا حركة ولا تحرك من الحكومة أو من المجلس فغابت أولويات الصحة والتعليم والتنمية والإسكان والتوظيف وغيرها من المشاكل الممتعة وتفرغوا للفرعيات والحجاب وجنسية ياسر الصبيح والفالي وغيرها من توافه الأمور ليرضوا بها غرائزهم ويحققوا من خلالها بطولاتهم الوهمية وكأن البلد خلت من المشاكل والأزمات ولم يتبق سوى ما ذكرناه ليتبناه نواب الأمة ويستغلون صلاحياتهم فيهددوا رئيس الحكومة للاستجابة لمطالبهم.لقد سئمنا تلك الممارسات التي شوهت صورة الديمقراطية في البلاد وعطلت مصالح البلاد والعباد في ظل حكومة ضعيفة ومجلس أشبه ما يوصف بحارة كل من إيدو إلو.
m_rwhl@yahoo.com
جريدة عالم اليوم - الكويت العدد : 576 بتاريخ: 21/11/2008 © www.alamalyawm.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق