لماذا كان الاستجواب شعارا للندوة التي اقامتها الحركة الدستورية (حدس) مساء الاثنين الماضي، والتي لولا استعانتها بالنائب فيصل المسلم الذي كان بمنزلة المتحدث المثير للجدل وراس الحربة لتلك الندوة لفشلت فشلا ذريعا ،والتي انتهت ولم تجب على سؤالها «لماذا الاستجواب؟».لقد كنا متشوقين لنسمع من نواب «حدس» الاسباب الحقيقية وراء استجوابهم المزمع تقديمه لرئيس الوزراء لكن ذلك لم يحدث، بل ان ما حدث هو هجوم واه فاحت منه رائحة الشخصانية والمصالح الحزبية، وان استجوابهم هذا مجرد ذريعة لفشل شراكتهم مع الحكومة ومحاولة لتبرئة ساحتهم من المشاريع النفطية التي دافعوا عنها بكل قوتهم، وما «الداو كيميكال» الا علوقة حسب المثل الدارج، فمن المعروف انه تم تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في المشروع وان تقدم تقريرها خلال مدة اقصاها ثلاثة اشهر، فما سر استعجال «حدس» في استجواب رئيس الحكومة قبل الانتهاء من تقديم تلك اللجنة لتقريرها «العلم بطن الحدسيين».ندوة «حدس» الاخيرة تعتبر انتكاسة جديدة في سلسلة انتكاستها الاخيرة، فلا يمكن لتنظيم كالحركة الدستورية وخبرتها السياسية ان تعلن عن نيتها لتقديم استجواب لرئيس الحكومة من دون ان تعلن عن محاوره، بل ما هو واضح انها ما زالت تبحث عن محاور له حتى الآن، وهذا ما يجعلنا نبحث عن الدوافع الحقيقية وراء هذا الاستجواب.الجميع يعلم الخسارة الكبيرة التي منيت بها الحركة في الانتخابات الاخيرة بعد سقوط البصيري والكندري والشمري والعنزي وغيرهم من ممثليها، وخسرت الحركة ايضا معركة المصفاة الرابعة، وقبلها الخمسين دينارا، واسقاط القروض بسبب تحالفها وشراكتها مع الحكومة، واخيرا كانت الداو كيميكال وهي القشة التي قصمت ظهر البعير، فوجدت نفسها بمعزل عن قواعدها، وتسبب ذلك في انقسامات في صفوف اعضائها، فبات من المستحيل ان تبقى الحركة صامتة من دون حراك قد يعيد لها جزءا ولو يسيرا مما فقدته، فكان الاستجواب المعلن هو المخرج لهم من ازمتهم الحالية.الحركة تراهن على الحل غير الدستوري بعد ان ايقنت تماما بان رئيس مجلس الوزراء لن يصعد منصة الاستجواب، وان اصواتا كثيرة باتت على يقين من ان شبح الحل غير الدستوري يخيم على الاجواء الكويتية منذ فترة ليست بقصيرة، الامر الذي سوف تحاول الحركة في حال حصل شيء ما ان تقود الشارع من خلاله وتستعيد مكانتها الشعبية في قيادة المعارضة وبقية التنظيمات التي سوف ترفض مثل هذا الاجراء، وستحاول جاهدة بان تتكسب على حساب هذا الاجراء الذي ستكون هي السبب في حصوله لو تم بسبب استجوابها، ولكن ماذا لو لم يحصل ذلك وتم حل المجلس حلا دستوريا واعيدت الانتخابات، فهل تعتقد حدس انها سوف تحافظ على ما تبقى لها من مقاعد في قبة البرلمان هذا هو السؤال يا حدي وليس لماذا الاستجواب؟
محمد الرويحل
العدد 12827 - تاريخ النشر 13/02/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق