الحرية هي أن تمارس ماهو مسموح لك بكل حرية .. مع يقينك أن للآخرين حرية أيضا فلا تعتدي على حرياتهم ..

الثلاثاء، 24 فبراير 2009

الأمير هاري والنائب عبدالله الرومي


الأمير هاري والنائب عبدالله الرومي!!
كتب محمد الرويحل
نشرت صحيفة نيوز أف ذوورلد البريطانية تقريرا مصورا يصف فيه هذا الامير الشاب احد افراد فصيلته بأن «paki/ باكي» في اشارة الى اصوله الباكستانية حيث اعتبرها الشعب البريطاني بأنها اشارة إهانة عنصرية وتمييز للجنس مما اضطر الاسرة المالكة وقصر بكنغهام والامير هاري للاعتذار فورا عن هذه الاساءة العنصرية.
هنا في الكويت تتوالى الاساءات وينتشر التمييز العنصري بين فئات المجتمع فنجد من يصنف المناطق بالداخلية والخارجية وهناك من يعتبر الكويتيين نوعين كويتي ولد بطنها وكويتي متجنس، وهذه التصريحات والاقوال لم تأت من فراغ بل نجد من يغذيها وينمي تداولها بين الناس دون ان نرى اي ردة فعل ممن نعتقد بأنهم عقلاء وحكماء، بل حتى مؤسسات المجتمع المدني نجدها تلتزم الصمت ازاء هذه الظاهرة القبيحة.
ايضا وصل الامر للتجريح والتخوين بإخواننا البدون منتسبي القوات المسلحة والذين وثقت بهم الدولة لتسلمهم مهام حماية أمنها والدفاع عنها مع بقية اخوانهم الكويتيين فالنائب الفاضل عبدالله الرومي ومن داخل قلعة الحرية والقانون «مجلس الأمة» «يتهمهم بأنهم يدافعون عن الكويت مقابل فلوس» ويشكك بذلك بولائهم وحبهم للكويت بل ويسيء بقوله هذا للمؤسسة العسكرية برمتها.
النائب عبدالله الرومي رجل ناضج ومحام ورجل سياسة مخضرم وينتمي لأسرة عريقة وكريمة نكن لها كل الاحترام والتقدير ويحق له الاعتراض على سياسية التجنيس ان اراد ولكن ما لا نتوقعه منه ان يصنف العمل الوطني بهكذا تصنيف وما قاله عن رجال القوات المسلحة والشرطة لا يليق بمثله وبمكانته.
ولا يمكن لعاقل ان يقتنع بهذا القول والا لكنا نشكك في كل من يعمل في الدولة مقابل اجر مادي بأن ولاءه للفلوس وليس لوطنه، ولأنهم اعضاء مجلس الامة بمن فيهم عبدالله الرومي بأن عملهم في البرلمان من اجل الفلوس وليس من اجل خدمة وطنهم ومواطنيهم وهذا ما يجب على الجميع رفضه والرد عليه وعدم السكوت عنه.
اعتقد ان من يقدم حياته فداء للوطن وحمايته لم يفكر بالدينار او الفلوس كما قيل والا لبحثوا عن وظيفة اخرى اكثر امنا ومستقبلا لهم ولأسرهم خصوصا اولئك الذين قدموا ارواحهم في سبيل الدفاع عن الكويت في الحروب العربية وأبان الغزو العراقي الغاشم. فمنهم من استشهد ومنهم من أسر ومنهم من اصيب: فهل للفلوس اعتبار او قيمة تعادل تقديم الارواح ايها النائب الفاضل.
وهنا أود ان اذكر الرومي بأن من افتدى المغفور له الشيخ جابر رحمه الله هم من هذه الفئة التي ذكرتها ومن استشهد في الحروب العربية باسم الكويت وكُفن بعلمها هم ايضا من هذه الفئة ومن استشهد مع اخوانه الكويتيين ابان الغزو العراقي الغاشم ورفض تسليم سلاحه فخرج به للشقيقة السعودية تاركا عائلته مضحيا في سبيل الوطن ليعود مع قوات التحالف من اجل التحرير ايضا هذه الفئة فهل من العقل ان كل ذلك يحدث من اجل الفلوس ايها النائب الفاضل.
كنا نتوقع من مؤسسات المجتمع المدني والكتل السياسية ولجان حقوق الانسان ان تستنكر ذلك وتدافع عنهم الا انها التزمت الصمت والاغرب من ذلك ان لا نسمع اي رد من وزارة الدفاع لانصاف رجالها من منتسبي القوات المسلحة.
اذا كان الامير هاري واسرته قد اعتذروا عن الاساءة التي صرح بها الامير هاري فالاولى بالنائب الرومي الذي نقدره ونحترمه بأن يعتذر ليس فقط لهذه الفئة بل للشعب الكويتي كافة وخصوصاً منتسبي الجيش والشرطة فالاعتذار عن الخطأ شجاعة وفضيلة اما المضي في الخطأ فهو استكبار لا نعتقد بأن الرومي يمارسه.

أخيرا
قضية البدون وخصوصا منتسبو الجيش والشرطة اصبحت بحاجة ملحة لحلها والانتهاء منها فمن نثق بهم لحمايتنا والدفاع عنا علينا ان لا نحرمهم حق المواطنة والتعايش معنا فالخدمات الجليلة ليست بالغناء والرقص والتمثيل والشهرة بل بتقديم الارواح من اجل تراب الوطن والسهر على حمايته وهذا ما يقوم به منتسبو الجيش والشرطة.
جريدة عالم اليوم العدد 649 الجمعة 20/2/2009

ليست هناك تعليقات: