رغم ما تضمنه الخطاب السامي لسمو امير البلاد من نبذ الطائفية والتمسك بالوحدة الوطنية والنسيج الواحد للشعب الكويتي، فان ما يحدث على الساحة المحلية يعد انتكاسة حقيقية في تأجيج الفتنة وضربا للوحدة الوطنية.لقد اصبحت الطائفية والقبلية شعارات تطلق وكأنها شعارات وطنية، ولا يوجد ما يردعها او يوقف مستغليها عن هذا الهذيان الذي من شأنه ان يفتك بالوحدة الوطنية ويقسم المجتمع على اسس طائفية وقبلية باسم الديموقراطية والحرية، والغريب ان هذه الظاهرة اصبحت منتشرة بشكل ملفت للنظر ومتكرر، بل وعبر وسائل الاعلام المرئية والمقروءة، ويتبجح بها دعاتها دون اي احساس بالمسؤولية الوطنية، كما اصبحت مادة للمرشحين والكتاب والمثقفين، واصبح الوطن يصنف من قبل هؤلاء على اساس قبلي وطائفي ومناطقي دون اي اعتبار للوحدة الوطنية وما قد تؤول اليه الامور من عدم اكتراث البعض لمثل هذا الطرح الخطير والجديد على مجتمع عرف عنه التلاحم والتراحم بين افراده بكل فئاته وطوائفه.والعبث بالثوابت الوطنية كالذي يحصل الآن هو بمنزلة تهديد صارخ للوحدة الوطنية وحكم الدستور والقانون واركان السيادة والاستقلال، ولا يمكن بحال من الاحوال السكوت عنه، وعلى من يعتقد أن هذا الطرح سوف يجلب له مبتغاه ويحقق من خلاله اهدافه الضيقة فهو مخطئ وجاهل، فمثل هذا الطرح لا يجلب الا البلاء على من يستخدمه وعلى الجميع من دون استثناء.وحرية التعبير والمعتقد لا تعني الاعتداء على الثوابت الوطنية وتمزيقها بهذه الصورة، فلا تسيئوا لانفسكم ولا لدستوركم، واعلموا أن الكويت اكبر من الطائفة والقبيلة والمنطقة. فعودوا الى وعيكم وما كان آباؤكم عليه من تلاحم وتسامح وتراحم.
محمد الرويحل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق