دائما نسمع هذه المقولة الشهيرة بين فترة واخرى خاصة من قبل افراد السلطة دون ان نعرف قصتها الحقيقية وما المقصود منها ومع ذلك جرى الفهم الدارج لها على «سياسة العقاب والثواب او الترغيب والترهيب»، ولكن المعنى هذا لا يختلف عن المعنى الحقيقي لهذه المقولة الذي نشأ أصلا نتيجة استخدام الانسان للدابة العنيدة، اجلكم الله، حين يريد منها ان توصله الى مكان ما فتعانده ليقوم باغرائها بجزرة امام انفها فان ابت الحركة استخدم معها العصا، ومن هنا بدأ البعض باستخدام هذه المقولة عن جهل لحقيقتها واخذ يصرح بها وكأنه السيد الذي يملك العصا والجزرة والعاملين تحت اشرافه هم تلك الدابة العنيدة أعزكم الله التي لن تتحرك الا بجزرته او عصاته.
الشيخ احمد الفهد نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون الإسكان ووزير الدولة للتنمية صرح اخيرا بان خطة التنمية المليارية المزمع تنفيذها ستطبق وتنفذ وفق مبدأ وسياسة «العصا والجزرة» ولثقتنا بمعالي الوزير بأنه يقصد المفهوم الدارج لهذه المقولة وهي سياسة الترغيب والترهيب والعقاب والثواب، الا اننا ايضا لا نقبلها من شخص كالشيخ احمد الفهد يتمتع بالحكمة والحنكة والتواضع ان ينطقها دون ان يعرف حقيقتها او المناسبة التي قيلت بها، فالمواطن العامل بمؤسسات الدولة لن يعمل وفق هذه المقولة ولن يقبل ان يعامل بالعصا والجزرة، خاصة بدولة يحكمها الدستور، جاءت المادة 26 من الدستور، الوظائف العامة خدمة وطنية تناط بالقائمين بها ويستهدف موظفو الدولة في أداء وظائفهم المصلحة العامة لتجسد معنى الوظيفة العامة التي يتولاها موظفو الدولة، والتي يجب على الحكومة ان تنمي هذه المادة لدى كافة العاملين لديها بمختلف الوزارات وفقا لمبادئ الدستور والقانون لا لسياسة العصا والجزرة.
محمد الرويحل
في 12/2/2010م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق