ما نعرفه ان الوزراء غير المنتخبين هم اعضاء بمجلس الأمة بحكم وظائفهم حسب ما نصت عليه المادة«80» من الدستور، لكن ما لم نفهمه ولم نجد له تفسير ان يكون اعضاء مجلس الأمة المنتخبين اعضاء بمجلس الوزراء دون نص دستوري أو حتى يكلفهم أحد بذلك.
نوابنا المنتخبون البعض منهم نصب نفسه محاميا فذا للحكومة ومدافعا شرسا عن اعضائها بل يكاد ان يستميت أمامها لدرجة ان البعض منهم يتمنى لو ان الاستجواب يوجه له لا لأحد الوزراء ليثبت للحكومة بأنه الفدائي الأول من أجلها.
في مجالس قد سبقت كان البعض يطلق على النواب المؤيدين للحكومة بالنواب الفداوية أو البصامين أو الموالين لمجرد انهم كانوا يصوتون مع الحكومة فقط دون ان يدافعوا عنها أو كما يفعل البعض من النواب في مجلسنا الحالي.
باعتقادي ان مصطلح النواب الفداوية لا ينطبق على من ذكرتهم، قد يكونوا بصامين أو موالين للحكومة ولكن ليسوا بفداوية الحكومة كما نعتهم البعض فالفداوي مهته الدفاع عن معازيبه أو مسؤولينه مثله مثل البدي غارد وهو الدور الذي يقوم به بعض نوابنا الحاليين الذين يستميتون دفاعا عن الحكومة في كل شاردة وواردة، بل بلغ البعض منهم ان ينصب نفسه المتحدث باسم الحكومة ليطعن بزملائه بكل ما يقدمونه من قوانين واقتراحات أو حتى استجوابات وكأنه عضو بمجلس الوزراء لا بمجلس النواب.
بعض نوابنا ونائباتنا المحترمين ممن ينطبق عليهم اسم الفداوية يتسابقون في كل استجواب يقدم للحكومة ليكونوا الخط الاول للدفاع عنها فيصولون ويجولون عبر وسائل الاعلام المختلفة للطعن بمادة الاستجواب واتهام زملائهم بالشخصانية والتكسب دون حتى قراءة محاور الاستجواب أو سماع المستجوب والمستجوب على الاقل يمكن القول بان قناعاتهم قد جعلت منهم يعارضون محاور الاستجواب.
حكومتنا لا شك انها محظوظة بهؤلاء الفداوية المدافعين عنها ولا نلوم الناطق الرسمي لها الوزير محمد البصيري حين قلل من اهمية استجواب النائب خالد الطاحوس بقوله«مقدور عليه» ففعلا هالاستجواب وغيره مقدور عليهم في ظل وجود بعض النواب الفدواية الذين يتسابقون لنيل شرف الدفاع عن الحكومة قبل حتى قراءة محاور الاستجواب بل ووصفه بالفاشل مع مرتبة الشرف وكأن مقدمه تلميذ يقدم امتحانا في المدرسة وليس نائبا يمثل الامة يستخدم ما منحه الدستور من أدوات لرقابة ومساءلة الحكومة عن اخطائها.
حكومتنا محظوظة واكيد راح تقدر على هالاستجواب وغيره هذا ان صار غيره في ظل نواب أتينا بهم لمراقبة ومحاسبة الحكومة فوجدناهم يعينونها على الخطأ ان أخطأت ويشجعونها على عدم الاكتراث لأي مساءلة قد يقوم بها مؤزم بنظرهم، فالاستجواب في ظل مجلسنا الحالي اصبح مقدورا عليه ولا اهمية له بنظرهم حتى لو تعلق ذلك بصحة المواطنين وتلوث بيئتهم وانتشار المرض بينهم فهم في النهاية مواطنون والفرق واضح جدا بمفهوم اولئك النواب حيث لن يكونوا باهمية الحكومة واعضائها الذين اصبحوا اهم من ناخبيهم عند النواب اللي ما ان قدم استجواب الا وامتلأت صفحات الجرايد بتصريحاتهم وظهروا لنا على شاشات الفضائيات ليطعنوا بالاستجواب والمستجوب وللتقليل من اهميته والتشكيك في نيته فسلام مربع لفداوية الحكومة.
محمد الرويحل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق