في أي دولة في العالم لا يمكن ان تسمع او تشاهد او تقرأ عن شيء ما يمكن له أن يمس الوحدة الوطنية أو يفرق بين ابناء الشعب الواحد ومن يفعل، فاما ان السلطة له بالمرصاد فتوقف هذا العبث، واما سيتدخل الحكماء والعقلاء والكبار لردعه، والا فان الكارثة قادمة لا محالة، ولنا في بعض التجارب القريبة منا خير شاهد وبرهان.
في الكويت، بلد الحرية والسلام والتآلف والتراحم لم يكن في يوم من الايام لمشروع تمزيق الوحدة الوطنية مكان او هدف لكائن من كان، بل من يعرف الكويت يعرف عنها انها الجامعة بين كل مكوناتها من حضر وبدو ومن سنة وشيعة، لا أحد منهم يتفاخر بعائلته او قبيلته او طائفته، بل كان الفخر الوحيد لهذا الشعب هو انتماؤه للكويت، فكانت الكلمة المشهورة لدى الكل هي «أنا كويتي».
اليوم، لم يعد لهذه الكلمة مكان او على الاقل حلت محلها كلمات اخرى، كأن يقال من العائلة الفلانية او القبيلة الفلانية او الطائفة الفلانية، واصبح البعض يتفاخر بتلك التصنيفات البشعة، التي ان استمرت فسيخرج لنا جيل لا يعرف قيمة الوطن ولا يفهم معنى الولاء له.
من يعبث عبر وسائل الاعلام بضرب الوحدة الوطنية يحب الا يصل الى هدفه، وعلينا جميعا ان نعريه ونكشف نواياه وان نصرخ في وجهه ووجه من يقف خلفه من أصحاب المصالح الخاصة، ونقول له «لي وطن آليت ألا أبيعه»، ولن نسمح لك ببيعه او تدميره فأنت ومرتزقتك تريدون بيعه، ونحن سنشتريه بدمائنا وبكل ما نملك. فالكويت ليست شركة مقفلة تخص فئة من دون اخرى ودماء الحضر والبدو والسنة والشيعة امتزجت بترابها الغالي وهم يرددون كلمتهم الشهيرة «انا كويتي انا»، فلا تعبث أيها الجاهل بنسيجنا الاجتماعي ولا تحاول ضرب وحدتنا الوطنية، فان كانت لك خصومة او «لمعازيبك» مع أحد فلا تجعلوا وحدتنا مسرحا لمعارككم، ولا تدخلوا مكوناتنا في حروبكم. فاحذروا من العبث في هذا الامر وعودوا الى رشدكم، فالكويت اهم منكم ومن كل شيء، وسنقول لكم بــ «الفم المليان»: «ولي كويت آليت ألا أبيعها وبأي ثمن، بل سنفديها بدمائنا واولادنا واموالنا».
محمد الرويحل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق