الحرية هي أن تمارس ماهو مسموح لك بكل حرية .. مع يقينك أن للآخرين حرية أيضا فلا تعتدي على حرياتهم ..

الجمعة، 9 يوليو 2010

شعب الأثارة!!

يقال أن الانكليز يستهوون المشي تحت الشمس الساطعة بينما الأميركيون يحبون النزهة في الحدائق والأماكن العامة واليابانيون يستمتعون بالعمل بينما نحن في الكويت نبحث عن الإثارة والرغي في الدواوين في كل شاردة وواردة.

غالبية وقتنا هو الحديث عن الاشياء المثيرة للجدل وغير المفيدة حتى أن غالبية وسائل الاعلام تفهمت ما يمكن ان تقدمه لنا لنلتهي به أياما عديدة في جدل ونقاش عقيم لايغني ولايسمن من جوع ويبعدنا عن قضايانا وهمومنا الاساسية.

ومع تراكم هذا السلوك بفعل قانون الزمن ونتيجة فهم طبيعة ما يمكن ان يثير الجمهور ويتلاءم مع ذوقه العام أصبح الكل يتعاطى مع هذا الواقع بطريقة«الأكشن» الأمر الذي اعتقد بأنه سبب مهم في كل ما نمر به من احتقان وتأزيم وفساد ولنا في ذلك امثلة عديدة فنائب يشتم نائبا وكاتب يستغل زاويته لشتم خصوم معازيبه وقناة تتفنن بمذيعين أقل ما يقال عنهم انهم كمبارس يمثلون ادوارا في الشتم والقذف وهكذا نجد أن الحديث يتسع وينتقل من مكان لآخر عن هذه الشتيمة وتلك المسبة حيث بعض الصحف تجد لها مانشيتات لمثل هذه السفاهات في صدر صفحاتها الأولى.

اصبح مجتمعنا بسبب هذا السلوك يبحث عن كل ماهو بذيء وسيئ بل لايبالي بقضاياه وهمومه اليومية وأصبح لايكترث بمراقبة نوابه وما يقدمونه من مشاريع وقوانين ولا يقرأ لكاتب يطرح قضايا مهمة كالتنمية أو الفساد المنتشر ولايهتم بما تبثه بعض وسائل الاعلام المحترمة من قضايا حوارية حول مجمل القضايا المحلية أو حتى الاقليمية وكل هذا يمكن ان نتجاوزه على اعتبار ان الشعب الكويتي اتكالي يعتمد دائما على غيره في العمل لصالحه، إلا أن الكارثة تكمن في تبنيه لهذا السلوك وملاحقته لسفاسف الأمور كالتي ذكرناها فيكون همه في البحث عنها والحديث المتواصل بها وكأننا فعلا كما قال عنا احد الاخوة العرب«ياعمي انتوا عم تخلقوا لانفسكم مشاكل» فمتى نتفهم سوء هذا السلوك الغريب ونركنه بل نركله ولانعيره أي اهتمام.

ليست هناك تعليقات: