حين يسترجع الواحد ذاكرته إلى الوراء يجد ان هناك ثم كذبة كبيرة كانت تعيش معه في بداياته تسمى المبادئ والاخلاق والديمقراطية، فما تعلمناه منهم بدى لنا بإنها لعبة كبيرة وكذبة أكبر كان البعض منهم يزاولها لكي يستفيد هو شخصيا من تلك الاكذوبة التي يتشدق بها باسم المبادئ والديمقراطية.. كنا في بدايات الثمانينيات من القرن المنصرم وطلبة في الجامعة وكنا نستغرب من بعض من انعم الله عليهم بالمال والجاه حين يحدثوننا عن حقوقنا وواجباتنا الدستورية ولانهم باعتقادنا لا حاجة لهم للدفاع عنا حسب ما نراه عليهم من ثراء وجاه فهذا ابوه وزير وذاك والده تاجر وآخر اباه نائب فكنا نقول الله صج الدنيا فيها خير ولايزال الاخيار والاحرار كثر، فعملنا معهم و تعلمنا منهم معنى العدالة ومعنى الديمقراطية ومارسنا معهم العمل الجماعي لخدمة الكويت وابنائها بكل طوائفهم ودرسنا المبادئ الرائعة على ايديهم وساعدناهم في تولي مسؤولياتهم الوطنية حسب ما كنا نعتقد وتعاهدنا معهم على حماية الدستور ودولة القانون.. كانوا ينتقدوننا في مخرجاتنا لمجلس الأمة فيقولون لي متى وانتم هكذا تخرجون لنا الفداوية والبصامين على حساب الوطنيين والشرفاء فجماعتكم هم السبب في كل ما يحصل لكم وللبلد لانهم لايمارسون دورهم الحقيقي فاقتنعنابذلك ورغم ان ما ذكروه لنا حقيقة فمخرجاتنا كانت فعلا، كما وصفوا إلا أننا نرى انهم انقلبوا على مبادئهم ولحسوا اتهاماتهم لمخرجاتنا خاصة بعد ان بدأنا فعلا باخراج شخصيات وطنية.
اليوم نقض العهد وانقلب السحر على الساحر فمن دافع عن الدستور ودولة القانون والديمقراطية انقلب على مبادئه وتحالف مع خصومه التقليديين ضد حلفائه ومن وقف معه واخذ يحصد نتيجة انقلابه فهنا مناقصة و هناك منصب قيادي وغيرها من الرضا والحظوة ولنا فيما حصل مع الشاب الشهم خالد الفضالة خير دليل وسبقه في ذلك احمد الديين ومجموعة لا بأس بها من الشرفاء الذين لم يتأثروا ولم يقبلوا بمنصب ولم يعقدوا الصفقات على حساب مبادئهم ولا على حساب وطنهم وشعبهم ولا على حساب الحرية والديمقراطية والدستور ودولة المؤسسات فمن هم الفداوية والبصامون ايها المتشدقون بالعمل الوطني.