بعد نصف قرن على ممارسة العملية الانتخابية في الحياة الديمقراطية التي عشناها أشاهد أمورا غريبة وعجيبة تعيدنا إلى الوراء حيث التعنصر القبلي والطائفي والفئوي وكأن العمل الديمقراطي اصبح عملا لمصلحة فئة دون أخرى وليس من مصلحة البلد والحياة المدنية ودولة القانون.
أصبحت ديمقراطيتنا بفضل اصحاب المصالح الشخصية ديمقراطية عد رجال وارد الماء، بمعنى ان كنت منتميا لقبيلة او طائفة أو عائلة كثيرة العدد فانت مؤهل لخوض الانتخابات ايا كانت تلك الانتخابات برلمانية أو نقابية أو على مستوى الجمعيات التعاونية أو حتى على مستوى الطلبة في الجامعة والمعاهد..يعني بالعربي المشرمح وبفضل السلطتين التنفيذية والتشريعية أصبحنا دولة ديمقراطية وفقا لاصولنا وأعراقنا ومذاهبنا لا وفقا لفكرنا وانتمائنا للوطن هنا الطامة الكبرى التي جعلتنا شعوبا وقبائل نجتمع فقط لنصرة ابن القبيلة أو الطائفة أو العائلة على حساب مصلحة الوطن والمواطن.
هذه الظاهرة التي بدأت تكبر ككرة الثلج ولم ينتبه لها أحد بل المصيبة انها اجبرت الكثير منا على قبولها والسير معها لضمان النجاح في أي عمليات انتخابية يفكر المرء منا بخوضها ولكونها ظاهرة تكرس القبلية والطائفية والفئوية فمن شأنها تقويض الوحدة الوطنية وتفتيتها الأمر الذي يجب تداركه والسعي للقضاء عليه وباعتقادي ان ذلك لن يتم إلا باشهار الاحزاب وتحويل الكويت إلى دائرة واحدة مع تغيير النظام الانتخابي ليس فقط على المستوى البرلماني بل يشمل المجتمع المدني وبذلك نضمن اندماج جميع فئات المجتمع مع بعضهم البعض تحت بوتقة الوطن بعيدا عن ديمقراطية عد رجالك وارد الماء..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق