الكل يعلم بقوة الحكومة واستحواذها على الغالبية البرلمانية، ونجاحها في إفشال كل الاستجوابات التي قدمت لها ، وبفضل الأغلبية النيابية عطلت الجلسات ومررت ماتريده من مشاريع ، بل بلغت من القوة بأن تنصب البعض من النواب للدفاع عنها وعن أخطائها نهارا جهارا دون خجل أو خوف من ناخبيهم، إذن كيف سقط أحمد الفهد بأول استجواب يقدم له وبهذه السهولة؟
لا يهمني كمواطن أحترم الدستور وقوانين الدولة ماحصل لأحمد الفهد وسقوطه بهذه السهولة وهذه الطريقة الخطيرة بقدر ما يهمني استقرار بيت الحكم كونه أحد أهم ركائز استقرار الوطن وهذا لا يختلف معي عليه اثنان من الشعب الكويتي إذن ما الذي حصل؟
في أي استجواب يقدم لأي وزير في الحكومة من خارج الاسرة الحاكمة نجد استنفارا وتجييشا واستعدادا كاملا لحمايته والدفاع عنه بشبيحتها وبلطجيتها واموالها واولادها وكل ما لديها من أسلحة ثقيلة بينما شاهدنا ما حصل للوزير الفهد ابن الاسرة الحاكمة وهو يلتفت يمينا ويسارا شمالا وجنوبا دون أن يرى بصيص أملٍ في نجاته من الفخ الذي نُصب له، بل حتى حلفائه وحلفاء حكومته من النواب تخلوا عنه وكأن امرا ما قد دبر بليل للإطاحة به ..
ما اقصده ان الاستجوابات ومهما كانت محاورها وما يمتلكه المستجوبون من أدلة ووثائق تدين الوزير المستجوب فإن حكوماتنا المتعاقبة عودتنا على الفزعة مع وزيرها وعلى مبدأ أنصر أخاك ظالما او مظلوما دون أن تكترث لماهو مقدم في محاور الاستجواب من أدلة وبراهين تدين الوزير المستجوب ولنا في استجوابات عدة خير أمثلة إذن أشمعنى الفهد وبهذه السرعة وبأول استجواب له بتاريخه السياسي تتخلى عنه الحكومه وأدواتها؟
بالعربي المشرمح إقصاء أحمد الفهد بهذه الطريقة يقلقنا كشعب من صراع كنا نسمع عنه ولانراه بين أبناء الأسرة أصبح الآن واضحا ومكشوفا وهو الأمر الذي لايمكن بحال من الأحوال أن تستقر الأمور معه وحتما سيزيد من حالة عدم الاستقرار والفوضى المستمرة منذ زمن ، بل سيزيد الامور تعقيدا وسوءا وسوف تستمر الصراعات والتحالفات على حساب الوطن ومستقبله .
آخر السطر
أعجبني أحد كتاب المعارضة السابقة والتي ارتمت بأحضان الحكومة، حين اعترف بأنه كاتب مرتزق لأن المعارضة لم تعد بقيادة ربعه الذين انكشفوا للشعب وأن معارضتهم كانت تعمل في جنح الظلام وتعقد الصفقات في الخفاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق