الحرية هي أن تمارس ماهو مسموح لك بكل حرية .. مع يقينك أن للآخرين حرية أيضا فلا تعتدي على حرياتهم ..

الثلاثاء، 13 يناير 2009


لا عزاء للكويت والكويتيين!!
كتب محمد الرويحل
سأبدأ من حيث انتهى النائب خلف دميثيرممثل الأمة بأسرها عندما وصف بعض زملائه الوزراء بانه «لا يسرحهم بنعجه» حسب وصفه ومن ثم شن هجوما كاسحاً على زملائه اعضاء مجلس الأمة الذي كان سيستقيل من مجلسهم لولا العناية الالهية وتدخل رئيس مجلس الأمة لثنيه عنها لثقة الرئيس به كونه من أكثر النواب نشاطاً تحت قبة البرلمان وتعتبر استقالته خسارة عظمى للديمقراطية الكويتية وللأمة بأسرها. أبو مشعل يعتبر من النواب المعتقين وعرف عنه بانه حكومي حتى النخاع ومدافعا عنها وفق مبدأ أنصر أخاك ظالما أو مظلوما «بالمفهوم المحلي» ودائما يفتخر بذلك ويعلن عنه جهارا نهارا، كما انه وطيلة مسيرته البرلمانية لم ينتقد أي عضو من اعضاء الحكومة بعكس ما يوجهه من انتقادات لزملائه النواب، ويعتبره البعض انه الصوت المضمون للحكومة، الأمر الذي لم يفهم سر انقلابه الأخير عليها ليصف بعض اعضائها بانه لا يسرحهم بنعجه؟حقيقة الأمر ليس النائب المعتق خلف دميثير وحده بهذه الصورة وعلينا ألا نستغرب ما صرح به، فما نمر به من مرحلة اختلط بها الحابل بالنابل وخيمت عليها الضبابية وانعدمت بها الشفافية، فلا يمكن لنا ان نفهم ما الذي يدور حولنا، وأين يكمن الحل السحري لكل تلك الأمور.ولو أعدنا قراءة تصريحات من هم يتطابقون دميثير في الرأي لوجدناهم كثر، فهناك من يريد نسف الدستور وتعليقه وحل مجلس الأمة حتى اشعار اخر لان زملاءه النواب تقدموا بصحيفة استجواب لسمو الرئيس مستخدمين ما منحهم الدستور من صلاحيات، وهناك من رأى ان تقديم استجواب في حق الرئيس أو أحد وزرائه سيعطل التنمية ويؤخر المشاريع الحيوية ويتسبب في حال تأزيم بين السلطتين ويصب في خانة عدم التعاون مع الحكومة، وبالتالي فمن الواجب الابتعاد عن استخدام الادوات الدستورية للنواب ضد الحكومة ولا نعلم متى سيأتي هذا الوقت والبلد تمر في أسوأ حالات الركود والفساد، وآخر أصبح وكأنه «الجوكر» في كوت ابو ستة يصلح لكل مكان وزمان فلا يعجبه العجب، وضاقت به وسائل الإعلام المرئية والمقروءة فأصبح المتحدث باسم الحكومة ومدافعا عن مواقفها وسلامة اجراءاتها بدء من المصفاة الرابعة وحتى الاستجواب الأخير رغم انه ليس عضوا فيها، كما حل محل القضاء ليصدر حكمه بعدم دستورية استجواب زملائه الأخير وشبهة «بالمرقة»، ومن يتابع تصريحاته يعتقد انه يمثل السلطات الثلاث وجوكر يمكن ان يوضع في أي مكان، وهناك من النواب من يريد البقاء اطول فترة ممكنة فحالوا الالتفاف على الدستور وتعطيل مواده حين تعهدوا للحكومة باستعدادهم للتصويت معها لاحالة الاستجواب الأخير للمحكمة الدستورية أو تأجيله لمدة عام أو أكثر ان أرادت الحكومة ذلك فلا عزاء للكويتيين. اما حكومتنا الموقرة فحالها من حال بعض اعضاء مجلس الأمة، فوزير يصرح وآخر ينفي، وفقدنا مصداقيتها في ادارة البلد، فما ان اصدرت مرسوماً الا وتراجعت عنه بسبب تهديد أو تلويح باستجواب، وما ان اتخذت قرارا الا وألغته نتيجة تصعيد أو وعيد، ولنا في مرسوم شركة امانة والجناسي وغيرها مثال، ولنا في المصفاة الرابعة ومصروفات مكتب سمو الرئيس عبرة، ولنا في قضية التأبين والفالي موعظة، وختمتها في الانسحاب الذي فضح المستخبي بعد ان نسي الوزراء بشوتهم وحقائبهم فارين دون ان يعلموا سر هذا الهروب، فلا عزاء للكويت.ورغم كل هذا الدعم والتأييد الذي حظيت به حكومتنا من قبل مجلس الأمة الحالي والذي لم تسبق لحكومة ان حصلت عليه من قبل، فأدارت ظهرها له وانقلبت كعادتها على حلفائها وكشفتهم أمام ناخبيهم ولسان حالها يقول «ما ينشد فيكم الظهر» فقدمت استقالتها واصدرت بيانا شديد اللهجة لمجلس الأمة الذي كان من أفضل المجالس دعما وتأييدا لها ولمواقفها وبين الحكومة ومجلس الأمة ضاعت الطاسة وتأزمت الأوضاع وتدهور حال البلد والشعب الكويتي.أصبح لا يفهم ما يدور حوله فيتساءل أين موقع الكويت وشعبها بين حكومة ومجلس فقد أدنى تحمل لمسؤولياتهم الدستورية، فلا عزاء للكويت والكويتيين.
m_rwhl@yahoo.com
جريدة عالم اليوم - الكويت العدد : 588 بتاريخ: 05/12/2008 © www.alamalyawm.com

ليست هناك تعليقات: