الحرية هي أن تمارس ماهو مسموح لك بكل حرية .. مع يقينك أن للآخرين حرية أيضا فلا تعتدي على حرياتهم ..

الثلاثاء، 13 يناير 2009


باراك أوباما وأبويوسف البدون!!
كتب محمد الرويحل
قصة السيد باراك أوباما الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأميركية قد لا تختلف كثيرا عن قصة أحد الأصدقاء البدون الذين لم يحالفهم الحظ لنيل شهادة الجنسية الكويتية بسبب وفاة والده رحمه الله.
أوجه الاختلاف بين الرجلين هو المكان الذي قررت الأقدار أن يستقرا به فأوباما حذفت به الأقدار ليولد لأب كيني حصل على بعثة دراسية للولايات المتحدة الأميركية فتزوج هناك ولم يحالفه الحظ باستكمال دراسته فعاد لبلده تاركا ابنه مع والدته الأميركية ولم يعلم بأن ابنه سيصبح يوما ما رئيسا لهذه الدولة العظمى، بينما صديقي أبو يوسف البدون فولد بالعام نفسه الذي ولد به باراك أوباما ولكن على أرضه وبين أهله وشاءت الأقدار ليتوفى والده قبل قانون الجنسية ودون أن يحصل عليها أولاده، فدرس أبو يوسف بمدارس بلده وتوظف بها حاله كحال اخوته الكويتيين ولم يشعر يوما ما بأن هذه الورقة ستؤثر على حياته ومستقبل أولاده إلا عندما أقدم المقبور صدام حسين على غزو بلده عام تسعين لتبدأ معانات أبو يوسف البدون، الذي كان يقول لأولاده عندما يسألونه بعدما كبروا ليش احنا بدون فيقول لهم «احنا كويتيين ولا تردون على من يحاول التفرقة بينكم وبين أهلكم الكويتيين».
قضية البدون قضية إنسانية ووطنية ولا يمكن أن تبقى معلقة في دولة كالكويت تحترم حقوق الإنسان وتمنح المواطن والمقيم حرية العيش الكريم، فهناك من البدون الكثير من أمثال أبو يوسف البدون الذين شاءت الأقدار حرمانهم من حقهم في المواطنة وحقهم في العيش الكريم في بلدهم ووسط أهلهم، فعندما يولد شخص كصاحبنا هذا في عام 1961م يتوفى والده قبل أن يحصل على إثبات الجنسية رقم كل الأوراق الرسمية التي تشير بأنه كويتي ويبقى حاله وأسرته طوال تلك السنين محرومين من حقوقهم الوطنية بينما في الولايات المتحدة يمكن لمن هو في نفس حالة صاحبنا أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة كحال السيد باراك أوباما.
سبق وأن تناولنا قضية البدون في مقال سابق، ونتمنى ألا نعيد الكرة مرة أخرى بعد أن تجزم حكومتنا الجديدة على حل هذه القضية حلا جذريا، ورفع معاناة الكثير من المواطنين الذين حرموا من حق المواطنة على أرضهم بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم.
M_rwhl@yahoo.com
جريدة عالم اليوم - الكويت العدد : 596 بتاريخ: 19/12/2008 © www.alamalyawm.com

ليست هناك تعليقات: