الحرية هي أن تمارس ماهو مسموح لك بكل حرية .. مع يقينك أن للآخرين حرية أيضا فلا تعتدي على حرياتهم ..

الثلاثاء، 13 يناير 2009


الفرق بين القومية والقومجية
عندما ننتقد بعض الرموز او الاحزاب العربية القومية، يعتقد البعض بأننا نكتب ضد عروبتنا او قوميتنا العربية، متجاهلين من تسبب لنا في انتقاد من اتخذوا العروبة مطية لاهدافهم.من المعروف ان القومية العربية هي من اقوى القوميات على الاطلاق، موروث اجتماعي، وثقافة شعبية مشتركة، ووجود رابط مصيري بين ابناء تلك القومية يعززه وحدة الدم واللغة والتاريخ المشترك، ولا يمكن لكائن من كان ان يلغي الوجود القومي لأي قومية.لكن هل نقتصر القومية على افراد بعينهم؟ هذا ما اود التحدث عنه! نحن العرب لم تكن لنا القدرة على تحديد مصيرنا او مستقبلنا ومستقبل اجيالنا، لسبب بسيط هو ان من يحكمنا ويتحكم في مصائرنا لم يصل الى هذا الحكم بارادتنا او من خلال اختيارنا، الامر الذي جعل منا شعوبا مسيرة لاهواء زعمائنا ونزواتهم، الذين يتغنون بالقومية بمناسبة ومن دون مناسبة.لذلك عندما ننتقد القومية، او نسميها القومجية، فاننا ننتقد من استغلها لمصلحته ومصلحة حزبه دون النظر للمصلحة العليا للامة العربية، ولأننا لسنا ضد القومية كعرق ولغة وتاريخ، لكننا نرفض من يختزلها في شخصيات، هي ابعد من ان تكون قومية بمعناها الصحيح، بل هي قومجية وعربجية عبثوا بها من يدعي العروبة لتكون كذلك.وما يحزننا ان الشعوب العربية فقدت قوميتها بسبب اؤلئك القومجيين والعربجيين الذين اساؤوا للهوية العربية، بل وخذلوا شعوبهم وأمتهم، حتى بلغ الامر عند البعض للكفر بها ولعنها!وأرى ان الاعتزاز بالقومية شيء جميل على ألا يطغى هذا الاعتزاز لتقديس بعض الاصنام التي تدعي القومية والعروبة، دون ان نرى منهم اي تضحية تقدم منهم لاجلها ودون ان يقدموا ما ادعوه وادعوا به في خطبهم وشعاراتهم الجوفاء، ولو عدنا الى الوراء قليلا فسنجد اصنام القومية ومدعيها هم من اوصلونا كأمة الى هذه الحالة من الضعف والتفكك والانحدار وفقدان قضيانا المصيرية، بسبب طغيانهم وديكتاتوريتهم، وتسلطهم على رقاب شعوبهم وامتهم، ولنا في المقبور صدام حسين خير مثال.وحتى لا نكون كما كنا حطبا لنار القومجيين، فعلينا ان نفرق بين اصحاب الشعارات القومجية وتناقضهم معها وبين قوميتنا العربية التي تمثل هويتنا بين القوميات الاخرى، حيث لا يزال البعض منا يعتقد بأن قوميتنا مرتبطة باسماء شخوص بعينها دون ان يتفكروا في دور تلك الشخوص في هدم تلك القومية
محمد الرويحل
جريدة القبس العدد 12593 - تاريخ النشر 20/06/2008

ليست هناك تعليقات: