«يللي مش عاجبه الحكومة!»
قرأت لأحد الوزراء العرب تصريحاً أعجبني حين قال «اللي مش عاجبه الحكومة يروح لمجلس الشعب، واللي مش عاجبه مجلس الشعب يخبط راسه في الحيط» ولعل سبب اعجابي بهذا القول هو حال الشارع الكويتي الذي لم تعجبه الحكومة، نعلم ان اختيار أعضاء الحكومة هو حق منحه الدستور لسمو رئيس مجلس الوزراء، كما هي حال الناخب الكويتي الذي منحه الدستور حق اختيار من يراقب ويحاسب اعضاء تلك الحكومة، الأمر الذي يجعلني لا اتفق مع من يلقي اللوم على الحكومة دون ان يلوم من اختارهم بمحض ارادته ليمثلوا الأمة في مراقبة تلك الحكومة ومحاسبتها. هذا الحق الذي منحه الدستور للمواطنين ليختاروا من يمثلهم في مجلس الأمة كنواب يشرعون ويراقبون أداء تلك الحكومة التي طالما يلومونها في ماتقوم به هو حق مباشر لا سلطة ولا سلطان عليه، سوى ضميرالناخب ووطنيته. ولكن مانراه ونسمعه هو ان الناخب الكويتي أصبح أسيراً لقبيلته أو طائفته أو عائلته، فيكون اختياره لممثله في السلطة التشريعية في هذا الإطار الضيق، لذا نجده في حرج من ان يلوم النائب الذي اوصله للبرلمان كونه من قبيلته أو من طائفته أو من عائلته ، فيتجه بلومه لحكومته على أساس انها لم تخرج من رحم الشعب.باعتقادي ان اللوم يقع على عاتق ذلك الناخب الذي اختار بمحض ارادته ذلك النائب الذي تخلى عن امانته ووعوده وضرب عرض الحائط بمصالح البلاد والعباد.فعندما يبتعد الناخب عن مبدأ أنصر أخاك ظالما أو مظلوما، ويضع نصب عينيه مصلحة الكويت، فحتما لن تؤثر عليه العنصرية القبلية ولا الطائفة المقيتة ولا الحزب المؤتمر من الخارج أو ذا فكر أتى من خارج حدود الدولة، وهنا سينظر إلى مصلحة الوطن والمواطن. مشكلتنا الحقيقية تكمن في اختيارنا نواب الأمة، الأمر الذي اعتقد انه السبب المباشر لكل ما نحن به من مشكلات أثرت في مستقبلنا ومستقبل بلدنا، وكعادتنا نعض أصابع الندم عندما نفاجأ بمن اخترناه قد حاد عن وعوده وتعهداته، لنصمت بعدها أو نوجه أصابع الاتهام للحكومة واعضائها. اذن المشكلة الحقيقية تكمن في طريقة اختيار الناخب لمن يمثله في مقاعد البرلمان ومن ثم يؤثر ذلك الاختيار في مصلحة الوطن والناخب معا وهذا ما يجعلني أقول: طالما ان الناخب أخذ حريته في اختيار من يمثله في البرلمان دون ضغط أو سلطة، وخذله ذلك النائب فلا يحق له ان ينتقد الحكومة، واذا فعل فمن حقها ان تقول كما قال ذلك الوزير اللي مش عاجبه الحكومة يروح لمجلس الشعب، واللي مش عاجبه مجلس الشعب يخبط راسه في الحيط».
محمد الرويحل
جريدة القبس العدد 12628 - تاريخ النشر 25/07/2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق