الحرية هي أن تمارس ماهو مسموح لك بكل حرية .. مع يقينك أن للآخرين حرية أيضا فلا تعتدي على حرياتهم ..

الثلاثاء، 13 يناير 2009


ديوانيتي المعتدية!!
محمد الرويحللم أكن اتوقع يوماً من الايام بان ديوانيتي التي تجمعني مع جيراني واصدقائي متهمة بالتعدي على املاك الدولة بل ومخالفة للقانون ولم اعتقد بانها تسببت في ضياع هيبة الحكومة وسيادتها كما لم أعلم بأنها كانت مربكة لخطط ومشاريع الحكومة الرشيدة طوال هذه الفترة.ديوانيتي التي جيشت من اجلها الجرافات والدوريات واستنفرت فرقة الازالات لتعلن الحرب عليها والدمار وكانت هادئة ومحافظة على تراث ميزنا عن غيرنا، ولا يدخلها سوى الشاي والقهوة والتمر، يعني ممنوعات ما توطط فيها البته.. ديوانيتي زارها أعضاء مجلس الأمة ووزراء، كما زارها العديد من المسؤولين في البلدية والمالية، ولم أسمع أحدهم بأن تطرق لمخالفتها أو اعتدائها السافر على أملاك الدولة، الأمر الذي جعلني أتفاجأ عندما وجدت الملصق الأصفر على بابها وأنا عرباوي، وخطاب أحمر سلم للخادم مفاده الويل والثبور لهذه الديوانية الغاشمة، وأنهم سيكسرونها على رأسي ان لم أزلها كونها معتدية على أملاك الدولة. الغريب أن ديوانيتي لم تدر علي أموالا ولم تكن مؤجرة على أجانب أو غيرهم، ولم تنافس القسائم الصناعية، كما أنها لم تكن في يوم من الأيام منتزها مطلا على البحر يوميته تتجاوز المئة دينار.. ديوانيتي المعتدية كنت أعتبرتها كأولادي أصرف عليها من راتبي الشهري لألتقي بمن أحبهم ويحبونني، وأحافظ على تراث ورثناه من الآباء والأجداد، تميزنا نحن الكويتيون به عن غيرنا من بقية الدول العربية الأخرى..وحتى لا أرى ما شاهدته من تدمير لديوانيات الكويتيين على يد جحافل فرقة الازالات وجرافاتها قمت بجلب أحد الحدادين المختصين وبسعر أقل بكثير من قيمة تأجير تلك الجرافة المتوحشة التي ستستخدم في هدمها لو أنني لم أمتثل، وازلت ديوانيتي المعتدية والغالية على قلبي. تلك الديوانية التي اربكت الحكومة بأكملها، وبسببها اعادت الحكومة هيبتها في تطبيق القانون والذي اتحدى فرقتها الباسلة أن تحرك جرافاتها إلى تلك الأماكن التي اشتهرت بالتجاوزات والاعتداءات على أملاك الدولة، والتي تدر على أصحابها الملايين من الدنانير دون وجه حق، على الأقل نشعر بهيبة الحكومة وقوتها بتطبيق القانون على الجميع وإلا ابوي ما يقدر إلا على أمي..أقول الله يهديهم الحكومة لو أنهم جابولهم كم عامل معاش الواحد منهم لا يتجاوز الخمسين دينارا وخلوهم يفككون هالديوانيات المزعجة وتغريم أصحابها ممن يتركون ديوانياتهم لفريق الإزالة لإزالتها مو أحسن واوفر للحكومة من استئجار تلك الجرافات. أيضا سيحرمون الفضائيات ووسائل الإعلام من نقل طريقة الإزالة غير الحضارية ليصورن حكومتنا الرشيدة وذات الهيبة بأنها حكومة غير متحضرة في تعاملها مع دواوين شعبها المحب والمطيع لها..
جريدة عالم اليوم في 3/5/2008

ليست هناك تعليقات: