الحرية هي أن تمارس ماهو مسموح لك بكل حرية .. مع يقينك أن للآخرين حرية أيضا فلا تعتدي على حرياتهم ..

الجمعة، 6 فبراير 2009

الحي يقلب !!


كتب محمد الرويحل
مقولة الحي يقلب لم تعد مجرد مقولة عابرة بل أصبحت شعاراً وماركة مسجلة لدى البعض يفتخر بها ويتباهى بالسير على محتواها وخاصة بعض الكتل السياسية التي استعانت بهذه المقولة عندما تتأثر مصالحها الشخصية فتنقلب على حلفائها برمشة عين. بعد قرار الأمانة العامة للحركة الدستورية عزمها على تقديم استجواب لسمو رئيس مجلس الوزراء خلال مدة اقصاها ستة اسابيع وبعد سقوط مقترحها بشأن «الداو» ونجاح مقترح كتلة العمل الشعبي بشأن تشكيل لجنة تحقيق للداو والمصفاة والزيت العربية والاستقطاع من ايراد النفط بعد كل هذا ايقنت الحركة بأنها باتت في نهايتها السياسية وفي شيخوختها التي عجزت عن تقديم شيء للوطن ولقواعدها كما كانت في السابق، ولعل انقلابها على الحكومة في قرارها الأخيرة هو دليل على تخبطها وفقدانها لبوصلة الواقع السياسي الذي نعيشه، كما انه يتبع سلسلة من الاخفاقات والاخطاء الفادحة التي ارتكبتها في الفترة الأخيرة وان قراراتها ومواقفها مبنية اما على مصالح شخصية أو انفعالية معتقدة بأنها قد تعيدها إلى سابق عهدها.
ولقد عرف عن الحركة خبرتها في المناورة السياسية والمساومة من خلف الكواليس إلا انها سرعان ما تنقلب على حلفائها وشركائها في العمل السياسي لمجرد شعورها بخطر قد يداهم مصالحها الخاصة فها هي تقرر استجواب رئيس الحكومة التي كانت احد أكبر الداعمين لها والمشاركين بها لمجرد انها لم تنل مواقفة المجلس على مقترحها بشأن صفقة الداو وبعد ان ألغيت المصفاة الرابعة والتي استماتت الحركة في الدفاع عنهما حتى شعر الشارع الكويتي بأن للحركة علاقة مباشرة بهذه المشاريع المليارية.
انقلاب الحركة على حلفائها ليس بالأمر الغريب ولابالجديد للحركة فمعظم اعضائها مؤمنون بمقولة الحي يقلب ولكن الغريب بالأمر ان انقلابها هذا كان سريعاً ففي نهاية ديسمبر الماضي صرح الناطق باسم الحركة مساعد الظفيري بأن الحركة ستواصل دعمها وتفاعلها الايجابي مع جميع الاطراف بكل ما من شأنه الدفع بالتعاون بين السلطتين والعمل على إزالة الاحتقان السياسي التي تشهدها البلاد وفي منتصف الشهر الماضي اصدرت بياناً رائعاً من أهم ما جاء فيه ان تكون السلطة التنفيذية مستقرة كي تقوم بأعمالها على اكمل وجه وها هي الآن تنقلب على ما ذكرته في الماضي القريب من شعارات وبيانات لاتعدوا إلا انها مجرد دغدغة للشارع وجعجعة فارغة وتكسب على حساب الوطن والمواطنين ومحاولة يائسة لتحقيق بطولات مزيفة بعيدة كل البعد عن مستوى حركة سياسية بحجم الحركة الدستورية التي اعتقد بأنها باتت في علم المجهول ودخلت في نفق من الصعب الخروج منه بسهولة اذا ما استمرت على نفس النهج والمبدأ وعلى مقولة الحي يقلب.
جريدة عالم اليوم - الكويت العدد : 637 بتاريخ: 06/02/2009

ليست هناك تعليقات: