هكذا حال الوزراء والنواب!
الى يومنا هذا لم نفهم المهام المناطة بالوزراء أو بنواب البرلمان، واقصد هنا دورهم الذي نراه على الساحة وليس ما نص عليه الدستور، فوزراؤنا لا نرى لهم دوراً سوى انهم وعند استلامهم الحقيبة الوزارية يبدأون اولاً بتغيير ادارة مكاتبهم، ومن ثم تجميد بعض الوكلاء والمديرين في وزاراتهم، وبعدها تنصيب آخرين ممن يمسحون الجوخ لهم او من المقربين لهم، كما يقومون بتدوير بعض القياديين لزوم التغيير، وحالهم حال الحكومة عندما تتعرض لاستجواب او تستقيل فتعود اما بتدوير او باخراج وزير او وزيرين. وزراؤنا ومع الاسف لا نرى لهم عملاً سوى حضور المؤتمرات ومقابلة السفراء والشخصيات، والخروج لنا بين لحظة واخرى عبر وسائل الاعلام بتصريحات كارثية، كتصريح وزير المالية عندما ذكر قبل اكثر من شهرين وفي بداية ازمة سوق الاوراق المالية بانه افضل وقت لشراء الاسهم، فدهور العالم من تصريحه وشفطت امواله الناس، وايضا تصريح وزير التجارة «الفلتة» ابان الازمة نفسها عندما قال: «عساهم من الحال واردى»، ويعني بذلك صغار المستثمرين، يعني بالعربي المشرمح ما عندنا وزير يحمل برنامج تطوير واصلاح لوزارته سوى ما ذكرناه.وزراؤنا لا يفهمون معنى وزير دولة فكل ما يعرفونه من ادارة شؤون الوزارة نقل وتعيين وتدوير وتجميد موظفي وزاراتهم، الامر الذي يجعل الوزارة في حالة مربكة وفوضى عارمة، فكلما اتاها وزير جديد وهي عادة اعتادت عليها البلد، حيث ان عمر الوزير في وزارته لا يتعدى الاشهر وفي تلك الاشهر نجده منشغلا بما ذكرناه لعدم وجود رؤية اصلاحية وتطويرية يحملها معالي الوزير عندما ينال ثقة سمو الرئيس، حتى اصبح منصب الوزير كأي منصب من المناصب لا يحمل برنامج عمل ولا يهدف الى الاصلاح والتطوير، كما انه اصبح منصباً مكروها لدى الكثير من ابناء الوطن المخلصين، لعلمهم المسبق بعدم وجود رؤية واضحة تهدف الى ادارة البلد ادارة ذات دلالة واضحة على نهج اصلاحي، فهل سنرى في يوم من الايام حكومة ذات مواصفات ووزراء دولة، تحمل اجندة واضحة ومحددة؟ ام ستبقى الحال كما هي وعلى المتضرر اللجوء الى البرلمان؟النواب ليسوا بأحسن حالا من نظرائهم الوزراء، فما ان ينالوا ثقة المواطن ليصلوا من خلاله الى سدة البرلمان الا ونراهم قد انقلبوا على كل وعودهم ومبادئهم التي تعهدوا بها اثناء حملاتهم الانتخابية، فبعضهم يعتقد ان عمله كنائب للامة يقتصر فقط على خدمة ناخبيه ابناء الدائرة التي نجح فيها من خلال تخليص معاملاتهم، وآخر يعتبر حزبه هو الاهم من كل واجباته البرلمانية ومن قسمه ايضا فيدافع ويستميت من اجله، وثالث يكاد لا يرى في الكويت سوى ابناء طائفته فيثير فتنة هنا ودغدغة مشاعر هناك، ونائب يعتقد ان الاصطدام مع الحكومة هو الحل الذي سيعيده الى البرلمان مرة اخرى، وهناك من يصرح اعلامياً لدغدغة ناخبيه بينما نجده ضد اي مكسب شعبي، بل وصلت الحال بنوابنا وهم نواب عن الشعب الكويتي، الى ان يذهبوا ابعد من ذلك فمنهم من يريد منع بعض رؤساء الدول العربية من دخول الكويت، ومنهم من يريد نقل الجامعة العربية الى كراكاس، ومنهم من يحشر نفسه ويتدخل في شؤون السلطة التنفيذية فيمنع هذا ويطرد ذاك، ووصل بهم الامر الى استجواب رئيس الحكومة من اجل رجل دين ايراني تنظر المحكمة في قضيته، فعطلوا البلد وشلوا حركته.المحزن اننا لم نوفق لا بوزراء دولة ولا بنواب امة يتفهمون دورهم التنفيذي والتشريعي، الامر الذي جعلنا في دوامة بين الحكومة والمجلس لن نعرف كيفية الخروج منها طالما انهم لا يفقهون مواد الدستور الذي شرح لهم ادوارهم بكل وضوح.
محمد الرويحل
جريدة القبس في العدد 12813 - تاريخ النشر 30/01/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق