ميزانية الدولة لعام 2008 ـ 2009 بلغت 19مليار دينار (71،67 مليار دولار)، هذه الميزانية الضخمة كان من المفترض ان يرافقها العديد من المشاريع التنموية والحيوية، كالاسكان والصحة والتربية والبنية التحتية، وغيرها من المشاريع التي اقرت منذ وقت ليس بقصير، لكن ذلك لم يحدث!على احدى الفضائيات المحلية، استضاف الناشط الاعلامي في برنامجه رئيس المجلس البلدي عبدالرحمن الحميدان، الذي اطلعنا على المشاريع الاسكانية خلال الخمس والعشرين سنة المقبلة، فقال بركات الوقيان، مقدم البرنامج: «الله.. لو الله يطول بأعمارنا لنرى الكويت بعد خمس وعشرين سنة، شراح تصير؟!». متفائل الاخ بركات، الا ان رد الحميدان كان هو الواقع لهذا البلد عندما قال: «بس وين التنفيذ؟!».اليوم، وبعد الغاء مشروع الداو كيميكال وتعليق مشروع المصفاة الرابعة والغاء محطة الصبية وايقاف العمل بنظام الـ «بي او تي» وتوقف مشروع مستشفى جابر، كما هي حالة جامعة الكويت ومدينة الحرير، وغيرها من المشاريع، يجب ان نعرف: اين ذهبت الميزانية الضخمة التي اقرها البرلمان؟!اليوم، نرى البعض يتباكى على خمس او ست شركات أضاعت اموالها بسبب الازمة العالمية او بسبب استهتار القائمين عليها، ويطالبون بإنقاذها باسم الاقتصاد الوطني، متناسين الازمة الحقيقية التي تمر بها البلاد من تعطيل مستمر لمشاريعها الحيوية والتنموية.الغريب ان نسمع السباق المحموم بين نواب المجلس المنقسمين لتيارين، احدهما يريد انقاذ تلك الشركات والآخر يساوم لاسقاط ديون المواطنين، وبين اسقاط ديون المواطنين ودعم الشركات المتعثرة، تناسوا الكويت وما ينفع اهلها من مشاريع هم بأمس الحاجة اليها.اصبحت المساومة على حساب الوطن والمواطنين بين اعضاء مجلس الامة، واصبحت تلك المساومة رخيصة لا يمكن السكوت عنها في ظل تقاسم المصالح الضيقة وترك المصلحة العليا للبلاد.مضى عام على تلك الميزانية الضخمة ولم نرَ بادرة امل في حسن ادارتها واستغلالها لمصلحة الوطن، بل كل ما نراه هو تسابق محموم لـ «شفطها» وصرفها من اجل مصالح شخصية ضيقة، وكأن تلك الاموال ليست لها حرمة ولا حامٍ.مضى عام على تلك الميزانية الضخمة والبلد يمر بأسوأ حال من احوالها، فلا الصحة تحسنت احوالها ولا التربية تبدلت احوالها، ولا الاسكان حلت مشاكله ولا البنية التحتية انتهت عقباتها، ولا شهدنا تطورا ملحوظا او بصيص امل في تحرك جاد للحكومة او البرلمان للنهوض بالبلاد وتحقيق الرغبة السامية، بأن تكون الكويت مركزا ماليا، فأين الـ 19 مليارا، يا حُماة المال العام، لنعرف ما الذي فعلتموه من اجل الكويت؟!
جريدة القبس في 6/3/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق