لا اقصد بها العملية الانتخابية، ولكني اعتصر الماً للطريقة التي اعتدنا عليها في ممارسة هذه العملية التي تمت على قواعد فاسدة لا تنم عن مجتمع زاول العمل الديموقراطي ما يقارب النصف قرن.ممارستنا للعملية الانتخابية في هذا الوضع المزري والمبني على الطائفية والقبلية والفئوية ينذر بثقافة خطيرة قد تؤثر على وحدتنا الوطنية وتزيد خلافاتنا وتنمي لدينا الولاء الخارج عن اطار الوطن والوطنية، ورغم عدم شكي في ابناء شعبي وولائهم لبلدهم الكويت فان هذه الظاهرة سوف تخلق لنا اجيالاً في المستقبل لا يؤمنون بحقهم في حرية الاختيار لمن يعتقدون بانه الافضل في تمثيلهم في البرلمان، فيصبحون مبرمجين لاختيار من هو من طائفتهم او قبيلتهم او عائلتهم حتى لو كان هذا المرشح لا يخدم تطلعاتهم ولا يحقق آمالهم ولا يضمن لهم مستقبلهم ومستقبل اجيالهم.؟في اعتقادي ان الحالة التي نمر بها لا يمكن السكوت عنها او التهاون بها، فما يحصل في ممارسة العملية الانتخابية هو تكريس للطائفية والقبلية، لذلك اتمنى ان يسارع الحكماء في بلدي الى اعادة النظر في هذه الممارسة الفاسدة، وذلك من خلال تشريع قوانين من شأنها محو تلك الظاهرة واقتلاعها من جذورها حفاظا على الوحدة الوطنية وتماسكها، كما أتمنى اشهار جمعية شعبية لمراقبة تلك الظاهرة وتثقيف المجتمع لتجاوزها والعمل على دمج الناخبين في بوتقة الوطن من دون اي اعتبارات اخرى من شأنها تمزيق الوحدة الوطنية.ما نقوم به من فريعات وتصفيات وتحالفات تحت اطار طائفي وقبلي سوف يلحق الضرر بنا جميعا من دون ان نشعر به وبالتالي سوف تكون مخرجاتنا لمجلس الامة مخالفة للمادة 108 من الدستور التي تنص على ان عضو المجلس يمثل الامة بأسرها، ويرعى المصلحة العامة، ولا سلطان لاي هيئة عليه في عمله بالمجلس او لجانه، لذلك ومن خلال ما نقوم به الآن فهو مخالفة صريحة لنص المادة المذكورة بل ان عضو مجلس الامة اصبح ممثلا لطائفته او قبيلته وسوف يعمل وفقا لهذا الاطار وتحت سلطان الطائفة او القبيلة.اخيرا علينا كناخبين ان نمارس حقنا في عملية الاختيار بعيداً عن تلك التأثيرات على الأقل من اجل وطننا ومستقبل ابنائنا.
محمد الرويحل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق