علينا أن نمتلك الشجاعة ونعترف بما يحدث اليوم في الكويت من مشاهد مختلفة وخطيرة بدأت بالفساد ورموزه والتعدي على المال العام، إلى أن وصلت إلى تقسيم المواطنين إلى شرائح مختلفة وفق طوائفهم وأعراقهم ومناطقهم، وصولا إلى الصمت الغريب الذي تتبناه السلطتان التشريعية والتنفيذية.
ما نمر به كمواطنين هو أشبه بحالة الفوضى وعدم الاتزان وما تمر به مؤسسات الدولة الرسمية والمدنية هو أشبه بعدم تحملها مسؤولياتها تجاه تلك الفوضى، والغريب في الأمر أن الجميع يشعر بخطورة الفترة وانحرافها، لكن لا أحد يتحرك ولا نرى بصيص أمل في احتواء تلك المخاطر التي لا تُحمد عقباها إنْ هي استمرت كما هي الحال تشبه كرة الثلج المتدحرجة كلما تدحرجت كبر قطرها واتسعت دائرتها.
نقول.. كفاية بكل لغات العالم.. كفاية، فالوطن ليس بشركة ولا قطعة كيكة ولا هو بعبارات لفظية يتغنى بها البعض، فالوطن للجميع والدولة دولة مؤسسات وقانون وعلى السلطات تحمل مسؤولياتهم واحتواء هذه الظواهر الخطيرة، خصوصا في ما يتعلق بالفتنة التي بدأ البعض يلعب بها لمصالحه الشخصية على حساب الوطن والمواطنين.
نقول للحكومة كفاية صمتكم وتجاهلكم، ونقول للنواب كفاية انحرافكم عن القضايا المهمة، ونقول لأصحاب المصالح الخاصة كفاية، فالكويت أهم منكم ومن مصالحكم الخاصة، ونقول لأصحاب الأجندات السياسية كفاية، فلم نعد نلتفت لخزعبلاتكم التي تدندن على أوتار الطائفية والقبلية والعائلية، كفاية.. فالكويت أهم من الجميع!
محمد الرويحل
القبس في 4/12/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق