"إن مكامن الحرية هي: ضمائر حية وقلوب زكية وعقول ذكية، فإن خمدت روحها في مكامنها، فلا دساتير تنفع ولا قوانين تردع، ولا محاكم تمنع من أن يحل محلها القهر والقسر والاستبداد والحجر، فينكمش الصدق وترتفع هامات الكذب وتتوارى الشجاعة ويسود الجبن وينزوي الوفاء فتنشط الخيانة، ويُنَكِّس العدل رأسه، ويعمّ الظلم، وتتعالى صيحات النفاق، وتغني شياطينه على أنغام الطبقية والمحظوظية والمحسوبية قصائد المدح الوثني الذي يَمتهِن آدمية الإنسان، ويُزري بالمادح والممدوح، ويتغذى على هذه الثمار الخبيثة أبالسةُ النفاق وسادة المشعوذين المسبحين قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم آناء الليل وأطراف النهار بذكاء المستبد ونفاذ بصيرة، فيقع المجتمع كله في عثرة قاتلة مهلكة تودي به إلى قعر التدني وقاع الهبوط، وتدفع به إلى أسفل سافلين"
"عثمان عبدالملك الصالح"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق