انتصرنا والناصر هو الله، تلك صيحات المحتفلين بنجاح سمو الرئيس وبعض وزرائه بعد حصولهم على ثقة نواب الأمة في استجوابات سابقة، بينما اليوم ستعاد تلك الأهازيج مرة اخرى ليحتفلوا بالانتصار الذي حققته الحكومة في الاستجواب الاخير على نواب الامة، وسيخرج نواب الامة المستجوبون ومن يقف معهم ليردوا عليهم بأنهم أيضا انتصروا لاستعادة كرامة الامة، وبين الانتصارين الوهميين عدنا لنقطة الصفر، وحتما ستبدأ جولة اخرى من معارك النواب والحكومة وسينتصر الخصمان بالتصريحات او بالاهازيج وهكذا يستمر مسلسل الجولات دون ان ينتبه احدهم الى الوطن ومستقبل ابنائه الذين اصبحوا في حالة يرثى لها بسبب حكومة لا يهمها سوى الانتصارات على خصومها ونواب يريدون زوالها.
لا أحد يتكلم عن التنمية ولا عن ملياراتها التي اجزم بأن ما يحدث للكويت هذه الفترة هو اشغال متعمد للمواطنين عن فشلها وعدم القدرة على تطبيقها، وهناك من يزيد الطين بلة لكي ينعم بتلك المليارات التي جعلت البلد كور مخلبص لا احد يعرف الى اين يتجه، فلا الحكومة هي الحكومة ولا النواب هم النواب واختفى بظل اهازيجهم وعبثهم صوت الحكمة والعقل وخرجت لنا اصوات النشاز والعبث وسخر الاعلام ووسائله للدفاع عن هذا الفريق او ذاك وغرقت الكويت وشعبها في شبر ميه..
فقدنا الامل في ضل حكومة تبحث لها عن انتصار لتغطي فشلها في ادارة الدولة، ونواب يريدون الانتصار عليها ليكسبوا قواعدهم الانتخابية وبين خيبة الامل والاحباط اصبحنا كانتونات بين مؤيد ومعارض كل يقف خلف فريقه ليصفق له ويقص على انغام انتصاراته على حساب الكويت التي تجمعنا، متناسين العمل لرفعتها وازدهارها ولسان حالنا يقول «انتصرنا والناصر الله» بينما الحقيقة هو اننا جميعا خسرنا وخسرنا الوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق