آه من الدينار وما يفعله بالرجال ، وآخ من رجال يطأطئون رؤوسهم أمام سطوة المال ويعرضون ذممهم وكرامتهم مقابل حفنة من الدنانير لا تنفعهم حين يقابلون خالقهم ويسألون ..
لقد أصبح الدينار سعرا لكل من يريد بيع كرامته وضميره وأمته وحتى وطنه وما أكثر البياعة في هذا الزمن الأغبر، وما أسهل أن تبيع كرامتك وعزتك فهي السلعة الوحيدة التي لا أحد يملك التحكم بها سواك فإن أردت بيعها فعليك أن تبحث عن الدفيعّة الذين سوف يستغلونك مطية لهم للوصول لأهدافهم ومن ثم سيلقون بك في سلة المهملات ..
لقد أصبحت لدينا بورصة لبيع وشراء الذمم إشي نائب وإشي كاتب وإشي سياسي وإشي حقوقي وإشي إعلامي الى آخره، وما على المشتري سوى أن يراجع السيرة الذاتية لكل شارب وقيمته السوقية والجدوى التي سوف تحقق له الفائدة في حالة شراء هذا أو ذاك فسوق بيع الذمم رائج بكل النوعيات ..
والغريب أن يتفاخر من يبيع ذمته وكرامته بما يفعل دون خجل وحياء والأغرب أنه يصبح ذا مكانة اجتماعية وقبولا وحظوة لدى الغير لدرجة أن الأمر أصبح وكأنه ثقافة مجتمع وليست ظاهرة سيئة يجب أن يرفضها المجتمع ويحاربها بكل الوسائل ..
يعني بالعربي المشرمح من يريد أن يصبح في هذه الحقبة من تاريخ الكويت شخصية مشهورة ويتمتع بالحظوة والقبول عليه أن يعرض كرامته وذمته للبيع ..
أخر السطر
الطفلة وحش المطيري التي عبرت عن معاناة والدها المعاق في ساحة الارادة أصبحت مادة لبعض المرتزقة ممن تحدثت عنهم بهذه المقالة من المرتزقة وباعة الذمم فاستغلوا براءتها وعفويتها ليشنوا هجومهم على من يحاربهم ويحارب أسيادهم لأنه وببساطة لو تم القضاء على الفساد المنتشر الذي يقتاتون عليه سوف تغلق بورصة بيع الذمم والكرامة وسيتم القضاء على أشباه الرجال الذين شعروا بحجمهم الطبيعي أمام طفلة بحجم وحش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق