«مـــن لغزة؟»
آلامنا ليست موجعة فقط بل قائمة على تفتيت وتحطيم العمود الفقري للإنسان العربي، إن آلامنا قد سببت لنا انحناءة وشللا في الحركة فلم نعد قادرين على تجاوز الأمكنة والأزمنة، حتى الصراخ انتابه تقلص فأضحى كمن يطلق العنان لخيال كسيح. نتألم في اليوم الواحد آلاف الآلام من مشاهد القتل والدمار التي لم تعد تعكس سوى مناظر الدماء وتحول الضحايا إلى مجرد أعداد أو أرقام.نتألم من ضلوع الذل إلى نفوسنا ومن المؤامرة ومن المخططات ونتألم أكثر من التنديد والاستنكار والشجب والرفض وكأننا لم نعد نقوى على فعل شيء، أي شيء وكأننا هوامش في هذه الدنيا لا نؤثر فيها ولا نتأثر.يؤلمنا ذاك الصمت القابع في متعرجات حناجرنا، ويؤلمنا الكلام فلم تعد تغرينا المفردات ولم تعد تستهوينا الكتابة ولا حتى البلاغة في قصيدة عابرة تعبر عن مشاعرنا.يؤلمنا أن نرى انحناءة أجسادنا وتدلي أعناقنا وهي تبحث في القبور عن ماض نرتديه مستقبلا، وما كنا لنرتديه كما جاء أو كما هو فحتى ماضينا يعاني الالم والاعصار والحزن كوننا نحن من شوه ماضينا ورسمنا بالطبشور على الجدران فيزداد نواحنا وبكاؤنا عليه كالأرملة التي فقدت زوجها ومعليها وهي في ارذل العمر.يؤلمنا أن تتداعى علينا الأمم فتعيدنا لعصور العبودية والاستعمار وتتعامل معنا على أننا كالعظام المنخورة من كثرة الديدان عليها. تؤلمنا الصراعات المتنقلة من العربة الدولية إلى كينونة البيت الواحد حينما شهدنا صراع الأشقاء وحروب الوكالات التي أتقناها بعلامة مسجلة.يؤلمنا أن نرى فنونا هابطة ومستسخفة للذوق والعقول الأدمية وتهوي بنا وبقيمنا سبعين خريفا نحو الانحدار والتلوث الفكري.يؤلمنا حينما نطالع خبرا في جريدة بأن احد أكبر أثرياء العالم عربي ومسلم ينثر ماله من أجل شراء حذاء قذف بوجه بوش من دون أن يحاول نثر ماله لسد رمق أهالي غزة أو غيرهم من بني جلدته بينما أوطاننا وأمتنا تعاني الفقر والبؤس والشقاء من دون أن يحاول أن يفعل شيئا لبني جلدته.نتألم عندما نرى كل هذا الانتشار من محطات التلفزة الفضائية القائمة على السحر والشعوذة والدجل والتلاعب بالعقول والثقافات.نتألم عندما نسمع هذا الارتفاع في عدد اللصوص والمرتشين والمفسدين في بلادنا وارتفاع معدلات الجريمة والغش والاحتيال.البؤس لنا والبؤس لنا إن انحدرنا بلغتنا وتاريخنا وثقافتنا وبعد ذلك نراها محاطة بالسجون والمعتقلات والخوف.البؤس لنا والبؤس لنا ان نحن انتهجنا غير اسلامنا، وخلعنا رداء أفكارنا ومبادئ عقيدتنا واستبدلنا هذا الكنز بقمقمائية المناهج المختلقة من فكر مستغرب ندعوه للاستعراب.يؤلمنا منظر العروبة وهي تستصرخ تحت وابل نيران الصهاينة وزناجير مدرعاتهم فتمزق جسدها الطاهر ونحن نتفرج على ما تبقى من اشلائها.وتؤلمنا تلك المشاهد في غزة وأهلها الذين فقدوا الأمل فينا كما نحن قد فقدناه في أنفسنا فلك الله يا غزة.
آلامنا ليست موجعة فقط بل قائمة على تفتيت وتحطيم العمود الفقري للإنسان العربي، إن آلامنا قد سببت لنا انحناءة وشللا في الحركة فلم نعد قادرين على تجاوز الأمكنة والأزمنة، حتى الصراخ انتابه تقلص فأضحى كمن يطلق العنان لخيال كسيح. نتألم في اليوم الواحد آلاف الآلام من مشاهد القتل والدمار التي لم تعد تعكس سوى مناظر الدماء وتحول الضحايا إلى مجرد أعداد أو أرقام.نتألم من ضلوع الذل إلى نفوسنا ومن المؤامرة ومن المخططات ونتألم أكثر من التنديد والاستنكار والشجب والرفض وكأننا لم نعد نقوى على فعل شيء، أي شيء وكأننا هوامش في هذه الدنيا لا نؤثر فيها ولا نتأثر.يؤلمنا ذاك الصمت القابع في متعرجات حناجرنا، ويؤلمنا الكلام فلم تعد تغرينا المفردات ولم تعد تستهوينا الكتابة ولا حتى البلاغة في قصيدة عابرة تعبر عن مشاعرنا.يؤلمنا أن نرى انحناءة أجسادنا وتدلي أعناقنا وهي تبحث في القبور عن ماض نرتديه مستقبلا، وما كنا لنرتديه كما جاء أو كما هو فحتى ماضينا يعاني الالم والاعصار والحزن كوننا نحن من شوه ماضينا ورسمنا بالطبشور على الجدران فيزداد نواحنا وبكاؤنا عليه كالأرملة التي فقدت زوجها ومعليها وهي في ارذل العمر.يؤلمنا أن تتداعى علينا الأمم فتعيدنا لعصور العبودية والاستعمار وتتعامل معنا على أننا كالعظام المنخورة من كثرة الديدان عليها. تؤلمنا الصراعات المتنقلة من العربة الدولية إلى كينونة البيت الواحد حينما شهدنا صراع الأشقاء وحروب الوكالات التي أتقناها بعلامة مسجلة.يؤلمنا أن نرى فنونا هابطة ومستسخفة للذوق والعقول الأدمية وتهوي بنا وبقيمنا سبعين خريفا نحو الانحدار والتلوث الفكري.يؤلمنا حينما نطالع خبرا في جريدة بأن احد أكبر أثرياء العالم عربي ومسلم ينثر ماله من أجل شراء حذاء قذف بوجه بوش من دون أن يحاول نثر ماله لسد رمق أهالي غزة أو غيرهم من بني جلدته بينما أوطاننا وأمتنا تعاني الفقر والبؤس والشقاء من دون أن يحاول أن يفعل شيئا لبني جلدته.نتألم عندما نرى كل هذا الانتشار من محطات التلفزة الفضائية القائمة على السحر والشعوذة والدجل والتلاعب بالعقول والثقافات.نتألم عندما نسمع هذا الارتفاع في عدد اللصوص والمرتشين والمفسدين في بلادنا وارتفاع معدلات الجريمة والغش والاحتيال.البؤس لنا والبؤس لنا إن انحدرنا بلغتنا وتاريخنا وثقافتنا وبعد ذلك نراها محاطة بالسجون والمعتقلات والخوف.البؤس لنا والبؤس لنا ان نحن انتهجنا غير اسلامنا، وخلعنا رداء أفكارنا ومبادئ عقيدتنا واستبدلنا هذا الكنز بقمقمائية المناهج المختلقة من فكر مستغرب ندعوه للاستعراب.يؤلمنا منظر العروبة وهي تستصرخ تحت وابل نيران الصهاينة وزناجير مدرعاتهم فتمزق جسدها الطاهر ونحن نتفرج على ما تبقى من اشلائها.وتؤلمنا تلك المشاهد في غزة وأهلها الذين فقدوا الأمل فينا كما نحن قد فقدناه في أنفسنا فلك الله يا غزة.
محمد الرويحل
جريدة القبس العدد 12799 - تاريخ النشر 16/01/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق