قالها لي احد الاشخاص التقيته في احدى الندوات ، فسألته كيف تصنع الحكومة الأبطال ، وهي تعتقلهم وتحيلهم للنيابة اليس كلامك به نوع من المبالغه ، فقال لي يا اخي لاحظ أن كل من يتم ضبطه من قبل رجال الشرطة تزداد شعبيته ويكثر محبيه ويتعاطف معه غالبية الناس حتى يصبح بنظر البعض بطل ورمز لهم كونه فقط ضبط من قبل السلطة ..
الحقيقة أن ما قاله هذا الرجل أمرٌ واقعي ولنا به تجارب ولكن السؤال الذي يجب أن نعرف جوابه هو لماذا تصنع الحكومة الأبطال ؟ وهل تتعمد لمثل هذا الأمر ام انه كعادتها تتصرف بردة فعل سريعة تكون نتائجها عكسية عليها؟ ولماذا من يخاصم الحكومة يصبح بطلاً بعين الناس وكأن الحكومة ليست حكومتهم بل خصماً لهم ؟؟
أنا أعتقد كما يعتقد الكثير أن المشكلة الحقيقية ليست بين الحكومة وخصومها السياسيين بل أن المشكلة هي بين المواطن وحكومته ، وتكمن هذه المشكلة في انعدام الثقة بين الأثنين الأمر الذي جعل المواطن يلجأ لكل خصم يهاجم هذه الحكومة حتى لو كان ذلك الخصم يفتعل تلك الخصومه مع الحكومة ، كما أن حكوماتنا وعلى مرور الزمن كانت تصمت أمام من يهاجمها ولا تدافع عن نفسها أو تبرر للناس موقفها من ذلك الهجوم بل نجدها عاجزة أمام هجوم البعض عليها ، أيضاً نجدها لا تلامس هموم المواطنين ولا تراعي أحتاياجاتهم ولا تقوم بالمبادرة لتقديم الخدمات العامة لهم وتنتظر أن تأتي تلك المبادرات من خصومها ، بل جعلتهم يشعرون بأنها تبخل عليهم بتقديم ماهو أفضل لهم كتطوير التعليم والخدمات الصحية والاسكانية وغيرها بينما يجدونها توزع الهبات للمتنفذين بالداخل كما تفعل ذلك في الخارج الأمر الذي جعل المواطن يشعر بخيبة أمل من حكومته وفقدان الثقة بها ، أضف الى ذلك تراجعها عن قراراتها والخضوع لطلبات خصومها وقبولها للمساومات معهم بل وصل بها الأمرلمكافأت بعض من قامت بضبطهم وتوزيرهم ، وهوالأمر الذي جعل المواطن يفقد الثقة بما تقوم به من تصرفات وأفعال خاصة مع خصومها لتوقعه بأنها سوف تصنع منهم أبطال .
محمد الرويحل
في 26/4/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق